- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حدثني يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن ابن كعب بن مالك قال حسبت أنه قال عبد الرحمن بن كعب أنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قتلوا ابن أبي الحقيق عن قتل النساء والولدان قال: فكان رجل منهم يقول برّحت بنا امرأة ابن أبي الحقيق بالصياح فأرفع السيف عليها ثم أذكر نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكف ولولا ذلك استرحنا منها"
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب النهي عن قتل النساء والولدان في الغزو
حدثني يحيى عن مالك عن ابن شهاب عن ابن كعب بن مالك قال حسبت أنه قال عبد الرحمن بن كعب أنه قال: "نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين قتلوا ابن أبي الحقيق عن قتل النساء والولدان قال: فكان رجل منهم يقول برّحت بنا امرأة ابن أبي الحقيق بالصياح فأرفع السيف عليها ثم أذكر نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكف ولولا ذلك استرحنا منها"
الشرح
أخرج البخاري عن البراء بن عازب: "بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي رافع اليهودي رجالا من الأنصار وأمر عليهم عبد الله بن عتيك وكان أبو رافع يؤذي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعين عليه" وذكر ابن عائذ عن عروة أنه كان ممن أعان غطفان وغيرهم من مشركي العرب بالمال الكثير على النبي صلى الله عليه وسلم.
وعند ابن إسحاق كان فيمن حزب الأحزاب يوم الخندق فبعث إليه عبد الله بن عتيك ومعه أربعة: عبد الله بن أنيس وأبو قتادة ومسعود بن سنان والأسود بن خزاعي ويقال فيه خزاعي بن الأسود ونهاهم (عن قتل النساء والولدان) فذهبوا إلى خيبر فكمنوا فلما هدأت الأصوات جاءوا حتى قاموا على بابه وقدموا ابن عتيك لأنه كان باليهودية فاستفتح فقالت له امرأة أبي رافع: من أنت؟ قال: جئت أبا رافع بهدية، وفي رواية فقالت: من أنتم؟ قالوا: أناس نلتمس الميرة، قالت: ذاكم صاحبكم، فادخلوا عليه فلما دخلنا أغلقنا عليها وعليه الحجرة تخوفا أن يحال بيننا وبينه (قال) ابن كعب (فكان رجل منهم) أي الخمسة الذين ذهبوا لقتله (يقول: برحت) بفتح الموحدة والراء الثقيلة والمهملة أي أظهرت (بنا امرأة ابن أبي الحقيق بالصياح) وعند ابن سعد: فلما رأت السلاح أرادت أن تصيح فأشار إليها ابن عتيك بالسيف فسكتت.
وفي رواية ابن إسحاق: ولما صاحت بنا امرأته جعل الرجل منا يرفع عليها سيفه ثم يذكر نهيه - صلى الله عليه وسلم - فيكف يده ولولا ذلك لفرغنا منها بليل، فعلوه بأسيافهم، والذي باشر قتله عبد الله بن عتيك كما في البخاري، والقصة مبسوطة في السير.
لنُسمع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم للمسلمين الذين تغرهم شعارات حقوق الإنسان ويغرهم ما ينادون به .. ليعلموا أن كلامهم مجرد ذر للرماد في العيون، وأن الدول التي تنادي بحقوق الإنسان هي نفسها الدول الداعمة للحروب التي تقتل ولا تذر وتحصد أرواح كل من وصلت إليه أيديهم دون تمييز بين مَن يقتلون؟ رجال يحملون السلاح أم أطفال ونساء وشيوخ! وهذا ليس من باب المعاملة بالمثل لأن الجهة المقابلة ضعيفة لا تملك أقل أنواع القوة المادية بل لأن هذا ديدنهم كمستعمر متغطرس وهذا ما اعتدنا عليه منهم، شعارات وصفصفة كلام ليسكنوا به آلام الناس التي تسببوا بها ..
إن حقوق الإنسان لا توجد في غير النظام الإسلامي، لن نجدها في نظام يدعو للمصلحة وحب الذات والسيطرة والهيمنة بقوة السلاح لا بقوة وسلامة المبدأ.
فإلى كل من يعول على منظمات حقوق الإنسان نقول إن نظرتكم ليست في مكانها لأنكم أعطيتم الثقة لغير من يستحقها، ولتُحفظ أنفس النساء والأطفال ولا نذق حسرة من نفقد منهم ويُقتل دون ذنب علينا أن نعمل لتطبيق الإسلام الحافظ الوحيد للأنفُس في الأرض.