- الموافق
- 3 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
طَلَبُ الدُّنْيَا اسْتِعْفَافًا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في مسند إسحق بن راهويه: أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ، حدثنا سُفْيَانُ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ فُرَافِصَةَ، عَنْ مَكْحُولٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلالا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ، وَسَعْيًا عَلَى أَهْلِهِ، وَتَعَطُّفًا عَلَى جَارِهِ، جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَجْهُهُ كَالْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلالا مُفَاخِرًا، مُكَاثِرًا مُرَائِيًا، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ" ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه.
ولعله صلى الله عليه وسلم لم يذكر من طلب الحرام، إما اكتفاء بما يفهم من الكلام أنه ليس من صنيع أهل الإسلام.
في هذا الحديث الشريف يبين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الإسلام كما حث على العمل الحلال، حث كذلك على الإنفاق في الحلال، وحرم الإنفاق مراءاةً وزهواً وتكبراً.
فأما الطلب في الطاعة فهو لكسب القوت حتى لا يضطر الرجل لسؤال الناس ويقي نفسه ذل المسألة، أو من أجل كسب نفقة عياله وهو من التكاليف التي أمره بها الشرع الحنيف، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، لذا كان عمله هذا واجباً، أو من أجل تكثير ماله لإعانة المحتاج وإغاثة الملهوف، فهو عمل يتجلى فيه الشعور بالمسؤولية، والحرص على أداء حق الأخوة في الإسلام.
وهي دوافع يريدها الإسلام ويرضى عنها الرحمن لذا فقد كان ثوابها مميزاً وعظيماً
فالقمر ليلة البدر يكون في كامل ضيائه وبهائه. وهذا حال من نال رضوان الله ومحبتَه.أما طلب الدنيا في المعصية فهي أن يطلبها لكن لغاية محرمة، فجمع المال وتكثيره دون أن ينفقه يعتبر كنزا للمال، وكذلك جمع المال من أجل إنفاقه مراءاة للناس وزهواً وتكبراً عليهم فإنه حرام أيضا، وفاعله يبوء بغضب الله وبئس المصير.جاء في كتاب النظام الاقتصادي في الإسلام للشيخ الجليل العالم تقي الدين النبهاني رحمه الله قوله في باب سياسة الاقتصاد في الإسلام: [وليس جعْل القصد من كسب المال أن يكون وسيلة لإشباع الحاجات، لا للتفاخر، هو الذي طلبه الإسلام فقط، بل جعل الإسلام تسيير الاقتصاد كله بأوامر الله ونواهيه أمراً حتمياً، وأمر المسلم أن يبتغي فيما يكسبه الحياة الأخرى ولا ينسى نصيبه من الدنيا، قال تعالى: وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ، ولذلك جعل فلسفةَ الاقتصاد تسييرَ الأعمال الاقتصادية بأوامر الله ونواهيه بناء على إدراك الصلة بالله، أي جعل الفكرة التي بنى عليها تدبير أمور المسلم في المجتمع في الحياة هي جعل الأعمال الاقتصادية حسب ما تتطلبه الأحكام الشرعية باعتبارهاً ديناً، وجعل تدبير أمور الرعية ممن يحملون التابعية وأعمالهم الاقتصادية مقيدة بالأحكام الشرعية باعتبارها تشريعاً، فيبيح لهم ما أباحه الإسلام ويقيدهم بما قيدهم به] انتهى.
إلى هذا الخير الذي سيعم العالم ندعوكم للعمل معنا في حزب التحرير لتطبيق هذه الأحكام الشرعية التي تسعدنا وتسعد البشرية.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وسائط
3 تعليقات
-
بوركتم وبوركت جهودكم الطيبة
-
جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم
-
بارك الله فيكم وسدد خطاكم