الإثنين، 28 صَفر 1446هـ| 2024/09/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - العقاب الجماعي

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

العقاب الجماعي

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ، أَخْبَرَنَا يُونُسُ عَنْ الزُّهْرِيِّ، أَخْبَرَنِي حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ: «إِذَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِقَوْمٍ عَذَابًا أَصَابَ الْعَذَابُ مَنْ كَانَ فِيهِمْ ثُمَّ بُعِثُوا عَلَى أَعْمَالِهِمْ».

 

التعليق:

 

إن هذا الحديث يشير بشكل واضح أنه لا عذر عند من يقول - كما هو معهود عند الكثير من الكسالى- أن لا دخل له بما يجري حوله، وهو مسئول عن نفسه فقط. وليس هذا فقط، بل يتوقف عن فعل الخير للغير، ويتذرع بأن الناس لا يستحقون عونه أو مساعدته، وليس الأمر متروك عليه وحده.

 

إن الشرع جاء بأحكام تتعلق بالفرد، وأحكام تتعلق بالجماعة، ولا يستطيع الفرد بفرديته القيام بها. ولا نقول أن الخير لا يستحقه بعض الناس، فقد ورد عن الرسول الكريم الكثير من الأحاديث التي تشير إلى الخير الكامن في هذه الأمة إلى يوم قيام الساعة، ومن ظن أن الخير قد انقطع من الناس، فهو من منع الخير من نفسه، ولو ترك الشرع للإنسان تقدير من يستحق الخير، ومن يستحق الشر، لما وصل الخير لنا نحن، ونحن في آخر الزمان.

 

إن مجال التعامل مع الناس لم يترك للمرء مطلق الحرية فيه، بل هو فيه مقيد، وبقدر استطاعته، ومن ذلك حَدِيثُ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أنه سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «إِنَّ النَّاسَ إِذَا رَأَوُا الْمُنْكَرَ فَلَمْ يُغَيِّرُوهُ أَوْشَكَ أَنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بِعِقَابٍ». فالعقاب الذي كُتب على الناس الذين يرون المنكر الذي أنكره الشرع ولا ينكرونه وهم يستطيعون ذلك يمكن أن يصل إلى أن يستبدل الله هذه الأمة بأمة أخرى تقوم بما أمر الله سبحانه وتعالى به. وهنا نقطة في غاية الأهمية، هو أن الله قريب المغفرة، وشديد العقاب، والمغفرة لمن استحقها، ومن استحقها هو القائم بالفروض.

 

وإن حدث وأصبح المرء كمن ينادي الأموات، فسوف يعاقب الله من يستحق العقاب، ويبعث الناس يوم القيامة على ما كانوا عليه. وعلينا نحن المسلمين بذل الوسع من أجل أن نستحق مغفرة الله عز وجل وثوابه، وننجي أنفسنا ومن حولنا من عذاب سيقع علينا إن لم ننكر المنكر، ونأمر بالمعروف، ونبذل الوسع في ذلك، ونخلص في ذلك لله ولأجل مرضاته، ورد في حَدِيثِ جَابِرٍ «لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ»، فلنسعى لكي نلقى الله ونحن نحسن الظن به.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

 

 

آخر تعديل علىالجمعة, 03 أيار/مايو 2019

وسائط

2 تعليقات

  • إبتهال
    إبتهال الثلاثاء، 03 أيار/مايو 2016م 10:12 تعليق

    جزاكم الله خيرا وبارك جهودكم، في ميزان حسناتكم إن شاء الله

  • khadija
    khadija الثلاثاء، 03 أيار/مايو 2016م 08:13 تعليق

    أدامكم الله سندا لخدمة هذا الدين .. وسدد رميكم وثبت خطاكم .. ومكنكم من إعلاء راية الحق راية العقاب خفاقة عالية .. شامخة تبدد كل المكائد والخيانات والمؤامرات.. اللهمّ آمين، إنه نعم المولى ونعم النصير..

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع