بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

 

باب إطعام الطعام من الإسلام

 

    

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

  جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب إطعام الطعام من الإسلام"   

  

   حدثنا عمرو بن خالد قال: حدثنا الليث عن يزيد عن أبي الخير عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: "تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف".

   هذه هي أخلاق الإسلام، هذه هي أحكام الإسلام، هكذا أمر الله سبحانه وتعالى، فأنْ تطرحَ السلام على من تعرف أمر جميل، ولكن الأجمل أن تطرح السلام على من لا تعرف أيضا، وهذا قمة الخلق الجميل؛ إذ به تسود المحبة بين المسلمين، وبه يحب الجميعُ الجميعَ، وتزداد أواصر وروابط الناس فيما بينهم، ويسود الاحترام والتقدير وبهذا يُبنى المجتمع.

 

أيها المسلمون:

 

    مقارنة مع ما نراه هذه الأيام من علاقات هشة ضعيفة مبنية على أسس من المنفعة والمصلحة بين الناس، نرى الصورة بوضوح تام، فهذه العلاقات سرعان ما تنهدم وتزول بزوال المصلحة أو المنفعة، فالعلاقات باقية ما بقيت المصلحة، وإطعام الطعام وإفشاء السلام لا يدخل في حسابات النظام الرأسمالي العفن ولا في برنامجه، وبالتالي استحق هذا النظام الذي اكتوت به البشرية لقب النظام المادي بجدارة، فقد أنتج مجتمعات مادية بامتياز.

 

   ولكن نقول: أمام هذه الهجمة الشرسة، وأمام هذا النظام الرأسمالي القذر، لا بد من وقفة صادقة مع الله، وقفة للالتزام بشرع الله وبأحكام الدين الإسلامي الحنيف، لإعادته نظاما بديلا للنظام الرأسمالي، بل نظاما أصيلا، أي والله، هو النظام الأصيل، نظام دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله تعالى.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم