- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم أنا أعلمكم بالله".
حدثنا محمد بن سلام قال: أخبرنا عبدة عن هشام عن أبيه عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمرهم، أمرهم من الأعمال بما يطيقون، قالوا: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه، ثم يقول: "إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا".
إن اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واجب شرعي، والله سبحانه وتعالى لم يكلف العبد ما لا يطيق، فقد غضب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من أصحابه عندما غاب عنهم هذا الفهم الصحيح ذلك أنهم قالوا له: إنا لسنا كهيئتك يا رسول الله، إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، وقد كان عليه الصلاة والسلام أعلم الناس بالحلال والحرام، وكان أكثرهم اتباعا له، ورغم ذلك كان يقوم الليل حتى تتفطّر قدماه، وعندما تسأله عائشة: لمَ تفعل هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم وما تأخر من ذنبك؟ كان يجيب: أفلا أكون عبدا شكورا؟ إذن المسألة هنا مسألة اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم، وعلى الوجه الذي جاء به، لا مسألة أننا نطيق أو لا نطيق، وليست مسألة لسنا كهيئتك أو ما يشبه ذلك.
أيها المسلمون:
ولذلك نحن نتعبد الله بطاعتنا له سبحانه وتعالى وبطاعتنا لرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، فلنعمل بما عمل عليه الصلاة والسلام، ولنُقم دولة الإسلام كما أقامها، وبالتالي نحكم بما حكم، عند ذلك نكون قد التزمنا بشرعه وتعبّدنا الله كما يريد لا كما نريد.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم