- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
حياكم الله احبتنا الكرام، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الْمُؤْمِنُ أَمْرُهُ كُلُّهُ خَيْرٌ
حياكم الله احبتنا الكرام، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في صحيح مسلم - كِتَاب الزُّهْدِ وَالرَّقَائِقِ - بَاب الْمُؤْمِنُ أَمْرُهُ كُلُّهُ خَيْرٌ
حَدَّثَنَا هَدَّابُ بْنُ خَالِدٍ الْأَزْدِيُّ وَشَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ جَمِيعًا عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَاللَّفْظُ لِشَيْبَانَ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ"
فالمؤمن يتقلّب بين مقام الشكر على النعماء، وبين مقام الصبر على البلاء.
قوله: "عجباً لأمر المؤمن إنَّ أمْرَهُ كلَّه له خير" أي: إن الرسول عليه الصلاة والسلام أظهر العجب على وجه الاستحسان
قوله: "لأمر المؤمن" أي: لشأنه.
فإن شأنه كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن.
ثم فصَّل الرسول عليه الصلاة والسلام هذا الأمر الخير، فقال: "إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له" هذه حال المؤمن، يعلم علم يقين أنه لا اختيار له مع اختيار مولاه وسيّده ومالكه سبحانه وتعالى، فيتقلّب في البلاء كما يتقلّب في النعماء، وهو مع ذلك يعلم أن مع العسر يسرا، وأنه لن يغلب عسر يُسرين.
فهو يرى المنح في طيات المحن، ويرى تباشير الفجر من خلال حُلكة الليل!
ينظر في الأفق فلا يرى إلا تباشير النصر رغم تكالب الأعداء، وينظر في جثث القتلى فيرى الدمّ نوراً، ويشمّ رائحة الجنة دون مقتله، ويرى القتل فــوزاً، بل ومقدمة لنصر عظيم وفتح مبين بإذنه تعالى....
والحديث فيه الحث على الصبر على الضراء، وأن ذلك من خصال المؤمنين، فإذا رأى المسلم نفسه عند الضراء صابرًا محتسبًا، ينتظر الفرج من الله سبحانه وتعالى، ويحتسب الأجر على الله فذلك عنوان الإيمان، وإن رأى بالعكس فلْيُلِمْ نفسه، وليعدِّل مسيره.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم ومع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبته للإذاعة
عفراء تراب