مع الحديث الشريف

القتال في سبيل الله

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي "بتصرف" في "باب من سأل وهو قائم عالما جالسا".

حدثنا عثمان قال: أخبرنا جرير عن منصور عن أبي وائل عن أبي موسى قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما القتال في سبيل الله؟ فإن أحدنا يقاتل غضبا ويقاتل حمية، فرفع إليه رأسه قال: وما رفع إليه رأسه إلا أنه كان قائما فقال: "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله عز وجل".

من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله، هلا سمع أبناء هذه الأمة هذا الكلام؟ هلا وقفوا أمام أنفسهم وقفة ليتعلموا أمر دينهم، ليتعلموا معنى هذه الحياة، ليتعلموا أن محياهم ومماتهم هما لله؟ كيف يقبل أبناء محمد صلى الله عليه وسلم على أنفسهم أن يعيشوا ويموتوا في سبيل غير الله؟ في سبيل هذا الحاكم أو ذاك؟

أيها المسلمون:

هذا هو ما يحدث - للأسف- هذه الأيام عند بعضهم ممّن رضي أن يكون مع الخوالف، ممّن رضي وتابع، ممّن رضي أن يقاتل في جيوش الأمة تحت راية عميّة، لنصرة حاكم تلك الدولة، ويقاتل من؟ يقاتل مسلما آخر من أبناء جلدته، ممّن خرج على الحاكم ليقول له: أنت ظالم. فكيف يكون هذا القتال في سبيل الله؟ فيا من تريدون وجه الله في أعمالكم وفي جهادكم وقتالكم، اعلموا أمر دينكم، واعملوا على خلع حكامكم، وقوموا لله قانتين، لعدوكم فقط مقاتلين، ولإعزاز هذا الدين عاملين.

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: أبو مريم