الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - من تقدم ثلاثة من ولدها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

 

من تقدم ثلاثة من ولدها

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي "بتصرف" في "باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم".

 

حدثنا آدم قال: حدثنا شعبة قال: حدثني ابن الأصبهاني قال: سمعت أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي سعيد الخدري قَالَتِ النِّسَاءُ للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فاجْعَلْ لَنَا يَوْمَاً مِنْ نَفْسِكَ، فوَعَدَهُنَّ يَوْماً لَقِيَهُنَّ فِيهِ فَوَعَظَهُنَّ، وأمَرَهُنَّ فكَانَ فيما قَالَ لَهُنَّ: "مَا مِنْكُنَّ امْرأةٌ تُقَدِّمُ ثَلَاثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلَّا كَانَ لَهَا حِجَاباً مِنَ النَّارِ"، فَقَالَتْ امْرأةٌ فيْهُنَّ: واثْنَيْنِ؟ فَقَال: "واثْنَيْنِ".

لما مات صخر أخو الشاعرة الخنساء بكته بكاء كثيرا حتى ابيضت عيناها وفقدت البصر، فكان حزنها أكبر من أن يحتمل، وقد عبّرت عن هذا الحزن بقولها:

 

قذى بعينكِ أم بالعين عوّار      أم ذرَّفتْ إذ خلت من أهلها الدار

 

كأن عيني لذكراه إذا خطرت    فيض يسيل على الخدين مدرار

 

ولكنها بعد الإسلام تغيّرت حالها بتغيّر فكرها ونظرتها للحياة، فقد قدم لها الإسلام من الفكر والصبر ورباطة الجأش ما يكفي لأن تجمع أولادها الأربعة وتحثهم على القتال والجهاد في سبيل الله، لكن الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم، لم ينطق لسانها برثائهم ولم تبكهم وهم فلذات أكبادها، ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب، وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم، وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته"! هكذا فهمت الخنساء الحديث الذي بين أيدينا. ويبقى السؤال: أين من يزرع هذه المفاهيم في عقول هذه الأمة اليوم بعدما زرعت وهنا وضعفا؟ أين من يستبدل هذه المفاهيم الطيبة بمفاهيم حب الدنيا وكراهية الموت؟ إنها الدولة والخليفة الحاضر الغائب الذي سيقوم بذلك.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

 

آخر تعديل علىالجمعة, 27 كانون الثاني/يناير 2017

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع