- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين.
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين".
حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثنا ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب قال: قال حميد بن عبد الرحمن سمعت معاوية خطيبا يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله".
أيها المستمعون الكرام:
إن التفقه في الدين أمر من الأمور العظيمة التي دعا إليها الإسلام، ذلك لارتباط الفقه بالخير العميم، فكلما تفقه المسلم في دين الله ارتقى درجات عند الله، وكلما ابتعد عن الفقه ابتعد عن الخير، لذلك كان هذا الحديث الذي بين أيدينا عبارة عن دعوة من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم للتفقه بالدين لننال من هذا الخير العظيم.
أيها المسلمون:
وفي خضم الأحداث التي تعيشها الأمة هذه الأيام، نرى رجالا تفقهوا بأحكام الله وعرفوا ما عرفوا من الحق، إلا أنهم بدل أن يقفوا على أحكام الله، وقفوا مواقف مخزية أبعدتهم عن الخير، وقفوا مع حكامهم الظلمة الفجرة ليبرروا لهم ظلمهم وفجورهم وفسقهم، كانت الأمة تنتظر منهم أن يخرجوا على حكامهم، أن يرفضوا ما رفضه الناس، كانت الأمة تنتظرهم في مقدمة الركب ليسيروا بها نحو الخلاص، إلا أنهم-وللأسف- كانوا في مقدمة الركب وفي الصف الأول، ولكن في الدفاع عن حكام الخسة والنذالة، فأنى لمثل هؤلاء أن ينفعهم فقههم، وكيف لهم أن يأخذوا من الخير العميم؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم