- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
المفاضلة والخيرية
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني -بتصرف- في باب لا صدقة إلا عن ظهر غنى:
حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا هشام عن أبيه عن حكيم بن حزام رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اليد العليا خير من اليد السفلى وابدأ بمن تعول، وخير الصدقة عن ظهر غنى ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله".
رسالة هامة يبلغها هذا الحديث أساسها المفاضلة بين المعطي والآخذ، فليس المعطي كالآخذ، فالخيرية لمن يتعامل مع الناس ومع الحياة ولا يقبل أن ينزوي أو أن يسأل الناس. وقد قاوم عمر رضي الله عنه هؤلاء النفر الذين قبعوا في المسجد وقالوا إنا متوكلون، فعنفهم وقال لهم: أنتم المتواكلون، فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة. فالعبادة ليست اعتكافا في المسجد فقط؛ بل الإسلام دين يدعو للعبادة وللعزة والعمل وللكرامة والتضحية، ولا يقف عند الاعتكاف، فالإسلام له حق علينا في أعناقنا يجب أن نؤديه.
أيها المسلمون:
وإذا كانت اليد العليا في الإنفاق خير من اليد السفلى في السؤال، فكيف إذا كانت هذه اليد في التفقه والفهم والوعي؟ فالذي يتفقه في أمور دينه ودنياه ويهتم في أمر المسلمين وفي أحوالهم وما يجري لهم خير من الذي قبل بالسكوت وبالواقع المرير وبالانزواء، وإذا بقيت أيديهم سفلى فكيف يسألون الله أن يغيّر حالهم وواقعهم دون أن يرتقوا ويتفقهوا ويعملوا؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم