- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
المبادرة إلى الالتزام بالشرع
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي "بتصرف" في باب ثبوت الجنة للشهيد:
حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وسويد بن سعيد واللفظ لسعيد أخبرنا سفيان عن عمرو سمع جابرا يقول: قال رجل: أين أنا يا رسول الله إن قتلت؟ قال في الجنة، فألقى تمرات كن في يده ثم قاتل حتى قتل.
هذا عمير بن الحمام، صحابي تربى على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، المدرسة الأولى في الإسلام والمعلم الأول. هو في المعركة يجاهد في سبيل الله، خطر على ذهنه أن يسأل، أين أنا إذا قتلت واستشهدت؟ وهو يعلم الجواب مسبقا، وكأني به يريد جوابا خاصا به ممّن يوحى إليه، من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان له ذلك، الجنة. فقام من فوره ورمى التمرات المعدودات التي في يده، وأخذ يجاهد حتى قتل.
أيها المسلمون:
هذا درس من دروس حبيبنا وقدوتنا محمد صلى الله عليه وسلم رسولنا الكريم، أن أيها المسلمون بادروا بالعمل فور المعرفة، كم يستغرق أكل التمرات؟ ثلاث دقائق؟ أكثر أو أقل؟ لقد استطال عمير هذه المدة القصيرة، فوجد نفسه يقاتل محتسبا مقبلا غير مدبر فور معرفته الجواب.
ونحن كذلك؛ الله سبحانه وتعالى أمرنا ونهانا، فأين نحن من تلكم الأوامر والنواهي؟ كم حجم الالتزام بهذه الأحكام؟ نحن نعيش في زمن تفلَّت فيه معظمُ المسلمين من أحكام الله، فمن يحذو حذو عمير رضي الله عنه؟ ويعمل مع العاملين لإعزاز هذا الدين، بإقامة خلافة المسلمين التي ستجمعهم على إمام من جديد يطبق فيهم شرع ربهم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم