- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
أين غرباء الدنيا؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في"باب قول النبي صلى الله عليه وسلم كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل":
حدثنا علي بن عبد الله حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي عن سليمان الأعمش قال: حدثني مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"، وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك ومن حياتك لموتك.
الدنيا معبر للآخرة، يمكث فيه المسافر فترة من الزمن ويتابع المسير للآخرة، فالله سبحانه قدر أن يسبق الآخرة زمن يقضيه الإنسان في الدنيا ثم بعد ذلك ينطلق للحساب، يحاسب على هذه الفترة التي قضاها، فإن نجح وصل إلى النعيم الخالد، وإلا كان الخسران حليفه.
أيها المسلمون:
لذلك طلب الإسلام منا أن ندرك هذه الحقيقة، حقيقة أننا لسنا مقيمين في الدنيا بل مسافرون راحلون عنها صباحا أو مساءً:
نلهو وللموت ممسانا ومصبحنا * من لم يصبحه وجه الموت مساه
ولكن قبل الرحيل لا بد من عمل، عمل نصلُ به للمحطة قبل الأخيرة، محطة الحساب، يوم القيامة، عندها يبدأ الحساب ويبدأ عرض الأعمال، فمن كان غريبا في الدنيا همّه الآخرة، طائعا لله عالما عاملا بأوامر الله استحق جنته، ومن كانت الدنيا همّه وداره، متفلّتا من أحكام الله ومن أوامره كانت النار آخرته، فأين الذين يريدون الجنّة؟ أين غرباء الدنيا؟ أين من يعملون على تطبيق أحكام الله وعلى رأسها إعادة الخلافة التي وعد الله سبحانه بها؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم