بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

لا تنشدوا رضا الله برضا الحكام

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد رسولا". رواه مسلم.

   هي رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم أن تذوقوا طعم الإيمان، فما طعم الحياة بدون إيمان؟ وكيف يطيق الإنسان أن يحيا حياة خاوية جافة لا روح فيها ولا إيمان؟ بل كيف يطيب العيش؟ وكيف تهدأ النفس؟ وكيف يطمئن القلب بعيدا عن الرضا بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ورسولا؟

أيها المسلمون:

   كثير من المسلمين يرضى بالله ربا، ولكنه لا يرضى به وحده إلها وناصرا ومعينا، فترى الكثير منهم يتخذون من دون الله أولياء، يركنون إليهم ويحتكمون، ولسان حالهم يقول: "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى"،....  (وَمَا قَدَرُواْ اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ)، كيف أنتم الآن وقد اتخذتم حكامكم أولياء؟ فكيف أنتم وقد اتخذ حكامكم الكفار أولياء؟ نعم لقد اتخذ كثير من المسلمين حكامهم أولياء رغم ظهور فسقهم وفجورهم، بتطبيقهم دساتير الغرب الكافر، وبوقوفهم إلى جانب الكفار في حربهم على الإسلام والمسلمين، وفي محاربتهم لحملة الدعوة الذين يعملون لإعادة تطبيق الإسلام من جديد، من خلال الخلافة، نظام الحكم في الإسلام.

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

كتبه للإذاعة: أبو مريم