مع الحديث الشريف

 

الآخرة في حياة الإنسان

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن زيد بن ثابت أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من كانت نيته الآخرة جمع الله له شمله وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا راغمة ومن كانت نيته الدنيا فرق الله عليه أمره وجعل فقره بين عينيه ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له". رواه ابن ماجه والدارمي وابن حبان.

 

أيها المستمعون الكرام:

 

من عرف أنه مخلوق للجنة وأنه عائد إليها، عرف مهمته ووظيفته في هذه الدنيا، وعرف طريق العودة إليها، وعرف أن الدنيا ليست مكانا للسكن، وأنها ليست مجرد طعام وشراب وشهوات محبوسة يريد صاحبها أن ينفك منها ويشبعها، فالمسافة كبيرة جدا بين هذه النظرة وما عليه الكفار هذه الأيام.

 

أيها المسلمون:

 

ومن منا ينكر ما وصلنا إليه هذه الأيام من حب للدنيا؛ بل وتكالب عليها؟ من منا ينكر حال الأمة وما وصلت إليه من جعل الدنيا في القلوب؟ فهذا لعمري الشقاء بعينه، أن يقيم الإنسان حياته على المادة فقط دون مزجها بالروح، أن لا يلتفت إلى الآخرة وإلى خالقه، ويكتفي باللهث وراء طعامه وشرابه وملذات الجسد الفانية. إن ذلك لم يحدث لأمة الإسلام إلا بعد أن غزت الرأسمالية مجتمع الأمة الإسلامي بمبدئها وأفكارها، فأسقطت نظام الخلافة من أذهان الأمة واستبدلت به أنظمة الحكم الوضعية التي حكم المسلمون بها.

 

اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم