بسم الله الرحمن الرحيم

 

 

 

مع الحديث الشريف

خير القرون

  

 

 

 نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم. رواه البخاري.

   إنهم الصحابة والتابعون وتابعو التابعين الذين نقلوا لنا هذا الدين، فحقَّ لهم هذا المدح من الرسول الكريم، بل مدح صلى الله عليه وسلم قرنهم وزمانهم، لأن صدقهم وصلاحهم يعني صلاح زمانهم، وهذا ما صرّح به بكل وضوح التابعي القاسم بن مخيمرة حيث قال: إنما زمانكم سلطانكم فإذا صلح سلطانكم صلح زمانكم، وإذا فسد سلطانكم فسد زمانكم، لهذا استحقوا شرف نقل الدين لنا.

 

أيها المسلمون:

 

   إن الحقيقة التي ذكرها الحديث الشريف نراها اليوم رأي العين، فلم تعد للقرون خيرية في هذا الزمان، فقد أصبحنا وأمسينا على حال لا يعلم حقيقته إلا الله، فليس غريبا أن نرى علماء ومفكري الأمة اليوم وقد باعوا أنفسهم لشياطينهم، فأين الخيرية في من يقف اليوم يحارب خير أمة أخرجت للناس؟ أين الخيرية اليوم وقد أصبح القرآن مهجورا؟ أين الخيرية وقد سقطت كرامة الأمة بسبب حكامها في مستنقع الرذيلة فأصبحت تبعا لعدوها يأمرها فتطيعه؟ أين الخيرية وقد أصبح حكامها أعداءها يمكرون بها؟ أين الخيرية وقد بات المسلمون تسعة قرون بدون خليفة يقاتل من ورائه ويتقى به؟

 

   اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم