- الموافق
- 2 تعليقات
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الإسلام إخلاص في القول والعمل
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رب أشعث مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره".
قوله صلى الله عليه وسلم: "الأشعث": الملبد الشعر المغبر غير مدهون، "مدفوع بالأبواب": أي لا قدر له عند الناس فهم يدفعونه عن أبوابهم، ويطردونه عنهم احتقارا له، "لو أقسم على الله لأبره": أي حلف على وقوع شيء أوقعه الله إكراما له بإجابة سؤاله، وصيانته من الحنث في يمينه، وهذا لعظم منزلته عند الله تعالى، وإن كان حقيرا عند الناس. وقيل: معنى القسم هنا الدعاء، وإبراره إجابته.
ليس كل من رفع أكفه لله داعيا مستجاب له، وليس كل من لبس ثوب الإسلام وتكلم باسمه يريد الخير له، ذلك أن الإسلام إخلاص في القول والعمل، فإذا انحرف فعل الإنسان عن قوله فقد الإخلاص، وأصبح جسدا دون روح، لا قيمة له، وسرعان ما يبلى هذا الجسد بعد أن يدس في التراب، فالإسلام علاقة راقية وفريدة بين العبد وخالقه، لا تقف أمامها علاقة، هكذا أراده الله، وبهذا أمرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، لنصل إلى استجابة الدعاء.
أيها المسلمون:
ليست العبرة بالشكل أو اللون، بل بالمضمون والجوهر، أما وقد ابتعدنا عن هذه المفاهيم، وأصبحنا في هذه المكانة من الهوان على الله، فلا استجابة لدعاء، ولا رفع لبلاء، فالقشور لا تغني، والمظاهر لا تجدي، والبروق صارت خدعة كبرى تلف الناس، يضحك بها علماء الأمة على الناس، تارة تحت عنوان: "طاعة ولي الأمر" وتارة تحت عنوان: "هذا بما كسب أيدي الناس"، وتارة أخرى تحت عنوان: "محاربة الإرهاب" كما أوحت لهم سيدتهم أمريكا، فأي استجابة لدعاء وقد أمن الناس لهؤلاء؟ أي استجابة لدعاء وقد أصبح حكام الأمة هم الأعداء؟ أين هو الأشعث الأغبر في هذا الزمان وقد امتلأ بالمنفعة والمصلحة؟ وأين استجابة الدعاء وقد ترك الناس فرض الفروض، العمل لإعادة حكم الله في الأرض بعد أن غاب وغاب، من خلال إقامة دولة الإسلام دولة الخلافة التي وعد بها ربنا وبشر بها رسولنا الكريم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم
وسائط
2 تعليقات
-
جزيتم خيرا
-
بارك الله فيكم