بسم الله الرحمن الرحيم

مع الحديث الشريف

معذرة يا رسول الله

 نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

   عن جابر بن عبد الله رضي الله عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ». رواه النسائي برقم 2961.

   يعتبر الحج ركنا خامسا من أركان الإسلام، وهو جملة من المناسك التي بين الرسول صلى الله عليه وسلم كيفية أدائها، ولعل الوقوف بعرفة أعظمها، فهو يوم من أيام الله تعالى، فيه خطب الرسول صلى الله عليه وسلم بالناس، فأرسى لهم قواعد الإسلام، وهدم قواعد الشرك والكفر والطغيان، وقرر فيه تحريم المحرمات، وبهذا أصبحت هذه القواعد جزءا من هذا الركن العظيم.

أيها المسلمون:

   كيف أنتم اليوم وقد ضاع هذا الركن العظيم وضاعت معه باقي الأركان؟ كيف أنتم وقد ضاعت المناسك وضاعت الأحكام؟ نعم؛ لقد استولى حكام آل سعود على الحكم، بعد أن خرجوا على الدولة العثمانية وأقاموا مملكتهم على أنقاضها، فحاربوا الإسلام ودولته، وتحكموا بالنفط والخيرات، وفرضوا أتاوات وأموال طائلة على من أراد أن يؤدي فريضة الحج أو أن يسلّم على الرسول صلى الله عليه وسلم؛ أو أن يشكو له همّه وظلم الحكام. فعذرا يا رسول الله، ... عذرا يا رسول الله، .. كيف نأخذ عنك مناسكنا وقد منعَنا حكام الضرار من الوصول إلى البيت الحرام؟ كيف نأخذ عنك مناسكنا وقد أصبحت الكعبة لحكام آل سعود؟ كيف أصبح هؤلاء الحكام خلفاء لأبي بكر وعمر وعلي وعثمان رضوان الله عليهم؟ بل كيف سيعود خليفة آخر الزمان ما لم تعمل الأمة على خلع هؤلاء الحكام؟  

   اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

كتبه للإذاعة: أبو مريم