- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف "باب قول النبي صلى الله عليه وسلم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن علي بن مدرك، سمعت أبا زرعة بن عمرو بن جرير عن جده جرير قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع استنصت الناس ثم قال: "لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض".
هذا الخطاب وهذا النهي موجه لأمة الإسلام، للذين فتحوا كتاب الله يوما بين أيديهم وقرءوا: "مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا". هذا الخطاب وهذا النهي موجه لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، هذا الخطاب وهذا النهي موجه إلى من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله فآمن بما جاء بالقرآن وبما جاء في السنة. إلى هؤلاء وقد استحلّ بعضهم هذه الجريمة النكراء، فقام بقتل أخيه المسلم بحجج واهيه أو حتى بغير حجج، هذا خطاب رسول الله r إليكم، نذكركم به من جديد، رسولكم الكريم سماكم كفارا لأنكم فعلتم فعل الكفار. فماذا ستقولون له يوم القيامة؟ بالله عليكم أفيقوا مما وقعتم فيه، فلا يوجد حاكم على وجه الأرض يستطيع أن يدافع عنكم يوم القيامة أمام هذا الجرم الكبير.
ومما يجب أن يذكر ويلفت إليه النظر في هذا الباب، أن دول الضرار في بلاد المسلمين أصبحت تشتري الأسلحة من دول الكفر وتكدسها، لا للدفاع عن المسلمين بل وللأسف لقتل المسلمين بها، مباشرة من الحكام أو من خلال دفع المسلمين لقتال بعضهم بعضا. فحكامكم يطلبون منكم أن تقتلوا بعضكم، ورسولكم الكريم r ينهاكم أشد النهي عن القيام بذلك، فمن تطيعون؟
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم