- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب اتقوا النار ولو بشق تمرة والقليل من الصدقة".
حدثنا سليمان بن حرب حدثنا شعبة عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الله بن معقل قال سمعت عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "اتقوا النار ولو بشق تمرة".
أمام هذا الحديث سقطت كل الشعارات الكاذبة المخادعة، سقطت جميع المؤسسات الإنسانية التي وجدت لإغاثة الإنسان حسب زعمها. وسقطت جميع الأبحاث التي ادعت أنها ما وجدت إلا من أجل الإنسان ووجوده، سقطت وسقطت معها جميع الأفكار والأصوات التي صمّت آذاننا بأبحاث عن الإنسان والإنسانية، نعم أيها المسلمون، إنها الصورة المعاكسة تماما، فلم ترق هذه الشعارات والهرطقات يوما إلى فهم الإنسان ومعنى وجوده، فالإنسانية عند هذه المؤسسات صورة جميلة ليس إلا، أما في واقع الأمر وفي الحقيقة، فالإنسان يحترق ويشتعل نارا والإنسانية تشتعل تحترق نارا ليروا هم النور.
أيها المسلمون:
لقد جاء الإسلام ليبعد الناس جميعا عن النار والاحتراق، لا ليوقعهم فيها، ورسولنا الكريم حرص كل الحرص على ذلك. فكانت الأحكام الشرعية وكان فرض الالتزام بها من أجل ذلك، بل لو استطاع الإنسان أن ينجو من هذه المحرقة ولو بعمل خير بسيط كإطعام الفقير فليفعل، لذلك كان هذا الخطاب "اتقوا النار ولو بشق تمرة"، ولكن نقول: أين من يريد النجاة من النار في هذا الزمان وهو يأكل الحرام أكلا؟! أين من يريد النجاة من النار وهو يقتل ويسلخ؟ كيف النجاة أيها المسلمون وقد نخر الحرام في حياتنا فأصبح في البيت والحي والمدرسة والشارع؟!
هذه هي الحقيقة التي لم تعد خافية على أحد من المسلمين، ولكن رغم ذلك لا يكفي أن نبقى نشخص الداء، لا يكفي أن نبقى نشير إلى الحكام العملاء، بل لا بد من وصف الدواء والتلبس بالعلاج بكل ما أوتينا من قوة، فالحكام يحاربوننا بكل قواهم، ولن نتمكن من رقابهم إلا من خلال دولة قوية تقف أمام دولهم المسخ، إنها دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة القادمة قريبا بإذن الله، "إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا"، فشمروا عن سواعد الجد أيها المسلمون، وابعدوا أنفسكم عن النار لا بشق تمرة فقط، بل بالعمل معهم أيضا.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم