مع الحديث الشريف – القصد من كسب المال

مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير نحييكم بتحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ونكون معكم وحديث جديد في حلقة جديدة من برنامجكم ( مع الحديث الشريف).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلالا اسْتِعْفَافًا عَنِ الْمَسْأَلَةِ، وَتَعَطُّفًا عَلَى جَارِهِ، وَسَعْيًا عَلَى عِيَالِهِ جَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَوَجْهُهُ مِثْلُ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، وَمَنْ طَلَبَ الدُّنْيَا حَلالا مُفَاخِرًا، مُكَاثِرًا، مُرَائِيًا، لَقِيَ اللَّهَ وَهُوَ عَلَيْهِ غَضْبَانُ".

جعل الإسلام إشباع الحاجات هي القصد من كسب المال، لكنه ليس القصد الوحيد وإنما طلب منا تسيير كل ما يخص الاقتصاد حسب أوامر الله ونواهيه، فكما نعمل على إشباع الحاجات كذلك علينا الحرص أن لا نخالف ما أمر الله به، وأن نجعل القصد الأكبر من وراء كل ما نكسب هو ابتغاء الحياة الآخرة، فقال سبحانه وتعالى: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ...} وهو هنا لم يمنعنا من التمتع بما نكسب لكنه أراد أن يكون تسيير الأعمال الاقتصادية بأوامر الله ونواهيه بناء على إدراك الصلة بالله.

وهو هكذا جعل الفكرة التي بنى عليها تدبير أمور المسلم في المجتمع في الحياة هي جعل الأعمال الاقتصادية حسب ما تتطلبه الأحكام الشرعية. فأباح لهم ما أباحه الإسلام وقيدهم بما قيدهم به الإسلام فقال تعالى: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) وقد وجه المسلمين لتنفيذ هذه السياسة بدافع تقوى الله.

مستمعينا الكرام كنا وإياكم وحديث القصد من كسب المال وإلى أن نلقاكم في حديث آخر نستودعكم الله. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .