- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب الغيبة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في " باب الغيبة".
حدثنا يحيى حدثنا وكيع عن الأعمش قال: سمعت مجاهدا يحدث عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على قبرين فقال: "إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير، أما هذا فكان لا يستتر من بوله، وأما هذا فكان يمشي بالنميمة، ثم دعا بعسيب رطب فشقه باثنين فغرس على هذا واحدا وعلى هذا واحدا ثم قال لعله يخفف عنهما ما لم ييبسا".
إن أحكام الله إنما جاءت لتنقذ الناس أجمعين، ولتخرجهم من عبادة شهواتهم وتأخذ بأيديهم لخير الحياة والسعادة في الدارين، ولكن عندما ابتعد المسلمون عن دينهم وأخذوا يشرعون أحكامهم بأنفسهم، حدث ما حدث، وصار المسلمون بابتعادهم عن خالقهم أهون الخلق على الله، ولعل ما يلفت النظر في هذا الحديث بالإضافة للحكم الذي يحمله من وجوب التبرّء من البول وعدم النميمة قوله عليه الصلاة والسلام: وما يعذبان في كبير، حيث قال العلماء في ذلك: "وما يعذبان في كبير"، أي في زعمهما هكذا حسابات الإنسان، ولكن حسابات الله تختلف.
أيها المسلمون:
هكذا نفهم أن أحكام الله لا يجوز أن تؤخذ بعقل الإنسان، فالله سبحانه وتعالى لا يُرد أمرهُ ولا يُبرر بالعقل، فلا يُقال هذا أمر بسيط وهذا أمر غير بسيط، بلى، إنهما يعذبان في كبير. فالله سبحانه وتعالى هو الذي يقرر ذلك، وهنا نقف ونقول لمن يستهين بحكم إقامة الدين وحكم إقامة دولة الإسلام دولة الخلافة: لا تستهينوا بحكم الله هذا، فهذا الحكم واجب، وأي واجب؟ إنه الحكم الذي ارتبطت به سائر الأحكام، فتطبيق الإسلام مرهون بإيجاد من يطبقه، مرهون بوجود دولة الإسلام وخليفة وإمام المسلمين. فما بالُ البعض منا لا يكترث بهذا الحكم العظيم؟!
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم