- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الغرس لا يفنى منا
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا أبو عبد الله قال: حدثنا هشام بن عمار، حدثنا الجراح بن مليح، حدثنا بكر بن زرعة قال: سمعت أبا عنبة الخولاني، وكان قد صلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرساً يستعملهم في طاعته» سنن ابن ماجه.
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام محمد بن عبد الله، أما بعد,
إن هذا الحديث الشريف يبشر هذه الأمة الكريمة التي لا ينقطع الخير فيها بأن هذا الدين الذي أرسله الله لنا قد حفظه سبحانه وتعالى من التغيير والتبديل والتحريف، فبالرغم من محاولات الكافر وسعيه لتحريف هذا الدين، إلا أنه فشل، وأثبت فشله على مدار القرون الطوال، ولم يبق له سوى أن يبعد المسلمين عن دينهم، فيبعدهم عن إسلامهم، والدعاة إليه. فرأينا بأنفسنا كيف كان الكافر يلاحق المسلمين من أجل أن يحرفهم عن الحق ودينهم، ولم ينجح، فاستبدل بذلك أسلوبًا آخر، بأن أوجد في الأمة مضللين عملهم إضلال الأمة وتشويه دينها، وإبعادها عنه. ولم ينجح ولن ينجح في ذلك بإذن الله، حيث أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أخبرنا في هذا الحديث الشريف أن الله لا يترك هذه الأمة الكريمة من غير أناسٍ يحافظون على دينها وثروتها العقائدية.
إن هذا الحديث الشريف يقطع أن الله لا يترك هذه الأمة من غير حامٍ أو منجٍ لها مما قد تتعرض له من انحراف وانحدار فكري. فسخر منها عاملين ، أفراداً وجماعات، همهم العمل لهذا الدين الحنيف، ولهذا بقي الإسلام على ما هو عليه منذ أن أرسله الله حتى يومنا هذا، بقي نقيًا؛ لأن له عاملين مخلصين، يجددون الدين، ويعيدون الأمل لهذه الأمة، ويصدق فيهم قول الرسول صلى الله عليه وسلم، أن الله يغرس في هذه الأمة أشخاصا يمدون أيديهم لهذه الأمة، ليخرجوها إلى عدل الإسلام، ووقت ذلك ومكانه تقديرهما عند الله الخبير الحكيم.
الله نسأل أن يحفظ لنا ديننا، وأن يبقي فينا من يحفظه ويجدده لنا، ويهيئ لهذه الأمة المخلصين لهذا الدين، العاملين له، الصادقين مع الله ورسوله. والله نسأل أن نكون منهم، ونسلك مسلكهم.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح