- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
العلماء لا ينقطعون في الأمة
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حدثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدثني مالك عن هشام بن عروة عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ الْعِبَادِ، وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ، حَتَّى إِذَا لَمْ يُبْقِ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا» سنن ابن ماجه.
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث الشريف يخبرنا بسنة الله سبحانه وتعالى في خلقه، بأنه عز وجل يؤتي العلم من يشاء، ويجعل منا العلماء به، والله سبحانه وتعالى حبب العلم وطلب العلم.
هذه الأيام نرى من يسمون أنفسهم علماء، وهم لا يعلمون من العلم ما يلزم، ومنهم من يمنع العلم لا لجهل بل خشية أن يتضرر بكلامه، فيحتفظ بالعلم لنفسه! فيمنع العلم خوفًا من الوقوع في غضب الناس وذمهم، أو أن يسجن أو يعذب أو يهمش في الحياة، التي يعز فيها في أيامنا الذليل، ويذل فيها العزيز، ويكرم فيها التافه، ويُنسى الواعي والعاقل من التكريم.
إن هذا الذي منع العلم واحتفظ به لنفسه جلب الشر لنفسه، وأضل العباد الباحثين عن الحق، فهؤلاء من أين سوف يحصلون على العلم إن حُجب عنهم؟ وبماذا سيجيب هو عندما يقف أمام الله؟
الأمر الآخر الذي أشار إليه الحديث هو أن المجتمعات عندما تفرغ - ولن تفرغ حقيقة- من العلماء بهذا الدين، يظهر للعيان من لا يفقهون في الدين شيئًا، ويتكلمون ويتحدثون بحديث لم ينزل الله منه شيئًا، ولا يشبه الإسلام في شيء، وإنما يرضي السلاطين. فأصبحت ترى العامة تائهين عن دينهم بسبب وجود أمثال هؤلاء في المجتمع، وعزوفهم عن قول الحق.
لكنك لن تجد لسنة الله تبديلًا، قد يظهر أنه لا يوجد في هذه الأمة علم وعلماء، ولكن خاب من يظن هذا؛ لأن العلم لا ينزع، والعلماء بدين الله لا ينقطعون، وهم كثر، لكن الوصول إليهم قد يكون بمشقة، بسبب الحال الذي نعيش فيه.
الله نسأل أن يعيد العلم والعلماء الأتقياء، ليكونوا منارة للعباد، وأن يفرج عن أمة الإسلام، ويزيل الغشاوة عن أعينهم، بأن يروا الحق فيتبعوا أحسن القول وأصدقه.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح