- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في "باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم".
حدثنا عبد الله بن محمد المسندي قال: حدثنا أبو روح الحرمي بن عمارة قال: حدثنا شعبة عن واقد بن محمد قال: سمعت أبي يحدث عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام، وحسابهم على الله".
هذا هو دين الله سبحانه، أراده الله رحمة للعالمين، وطلب من المسلمين أن يتأسوا بالرسول الكريم الأسوة والقدوة، فقد قاتل صلى الله عليه وسلم لتكون كلمة الله هي العليا، قاتل لتغيير المجتمع المكّي، من مجتمع جاهلي يعبد أصناما، مجتمع دينه القتل والسلب، إلى مجتمع إسلامي دينه الإسلام والمحبة والإخاء، وجاء بعده صلى الله عليه وسلم من يقتدي بهديه وبسنته من الصحابة الأخيار والخلفاء الأبرار، ففتحوا البلاد طولا وعرضا، وحكموها بأحكام الإسلام وبأحكام العدل، فتحولت البلاد من بلاد كفر وديار كفر إلى بلاد إسلام وديار إسلام، فكانت دار الإسلام هي الدار التي تطبق فيها أحكام الإسلام وأمانها بأمان المسلمين.
أيها المسلمون:
أما اليوم وقد تغيّر الحال، فعادت أيام الجاهلية من جديد، وعادت الدار تحكم بأحكام الكفر بفضل حكام، بل عصابات ومجرمين، ساموا الأمة سوء العذاب، فقطعوا أوصالها، ومزقوا كيانها، فأصبحت مزقا، فلم يعد بإمكانها حمل الإسلام رسالة للعالمين، إلا أننا وعلى الرغم من هذا الواقع المرير نقول: إن نجم هذه المرحلة قد شارف على الأفول، وإن المسلمين اليوم قاب قوسين أو أدنى من عودة دولتهم وخلافتهم، فتوحد الصفوف وتفتح الحدود ويشهد المسلمون على غيرهم بالتبليغ، ويشرق فجر الإسلام من جديد.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم