- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي "بتصرف" في "باب قطع السارق الشريف وغيره والنهي عن الشفاعة في الحدود".
حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث وحدثنا محمد بن رمح أخبرنا الليث عن ابن شهاب عن عروة، عن عائشة أن قريشا أهمهم شأن المرأة المخزومية التي سرقت فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: فقالوا ومن يجترئ عليه إلا أسامة حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه أسامة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتشفع في حد من حدود الله؟" ثم قام فاختطب فقال: "أيها الناس إنما أهلك الذين قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وايم الله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها".
أيها المستمعون الكرام:
يدعي أعداء الإسلام أن الإسلام يفرض على الناس عقوبات قاسية مثل قطع يد السارق وقتل القاتل وغير ذلك، وهم في الوقت نفسه يُجمعون على أن ترك العقوبة يدفع بالمجتمع إلى الهاوية لأن الجريمة حينئذ ستنتشر في المجتمع، والحقيقة أن حياة المجتمع وقوته تكون في هذه العقوبات الرادعة الزاجرة، فهي تزجر الإنسان عن القيام بالجريمة إذ أنه سيلاقي مصير من سبقه.
أيها المسلمون:
إن الكلام هنا لا يدور عن مجرد أفراد سرقوا فعوقبوا، بل الكلام عن أكبر اللصوص وأكبر السارقين، الكلام عمّن هم في دائرة الحكم، فالحكام في هذا الزمان سرقوا الأمة وأموالها، سرقوا ممتلكاتها من نفط وغاز وغيرهما، سرقوا الأراضي والمياه الإقليمية، سرقوا التجارة الداخلية والخارجية، فلم يتركوا شركة أو مؤسسة أو مصرفا إلا ولهم فيها سهم، فالحاكم يمتلك عشرات الشركات التجارية المسجلة باسمه واسم أبنائه. فهؤلاء سارقوا البلاد والعباد أول من سيحاسب على السرقة، وأول من سيطبق فيهم حدّ القطع، لا أن يشفع لهم علماء السلاطين الذين برروا لهم هذه السرقات، ما دفعهم ليهرّبوا أموال الأمة خارج البلاد إلى دول أوروبا، فكم احتجزت الدول الغربية من أموال المسلمين؟ إن هذا الوضع الشاذ لن يدوم، بل ستغيّره دولة الخلافة، دولة الحق والعدل قريبا إن شاء الله.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم