- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف - طاعة الأمير من طاعة الله ورسوله
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا أَبُو مُوسَى، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنْ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصَى اللَّهَ، وَمَنْ عَصَى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي» سنن ابن ماجه.
أيها المستمعون الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،
إن هذا الحديث يرشدنا إلى أمور عظيمة، حيث أن الطاعة أساسها الالتزام بكامل الأوامر، والاجتهاد في تطبيقها، فإن كان الأمر من الأعلى إلى الأدنى، فلا شك أن الاستجابة ستكون بسبب أمرين، إما رغبة في نيل الرضا والسعي إلى التقرب إلى صاحب الرضا، وإما أن تكون خوفًا منه، وخشية الوقوع في العقوبة. وهنا الأعلى في هذا الحديث هو الله الخالق الباري، والمسلم المؤمن بالله تعالى وبحقه عليه، يطيع الله من غير تهاون أو تقصير، خوفًا منه، وطمعًا في نيل رضاه.
هذا الحديث الشريف ربط طاعة الخالق عز وجل بطاعة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، فكلا الأمرين في نفس المرتبة من حيث الأجر والثواب، فلا فرق بين معصية الله عز وجل ومعصية الرسول صلى الله عليه وسلم.
لكن الحديث الشريف لفت أيضًا إلى أمر آخر، وهو أن الله سبحانه وتعالى فرض أن يؤمّر على المسلمين أمير، تجب طاعته ومعصيته توقع في المحظور، ولكنه سبحانه وتعالى اشترط في أوامر الأمير بأن تكون بما يرضي الله، وهذا لا يكون إلا إذا التزم الأمير بما أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم. هكذا يضمن الشرع عدم الانحراف من قبل الأمير.
فلا عذر بعد هذا الحديث أن نقول نطيع ما أمر به الله تعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام وأما ما جاء من غيرهما فلا سمعا ولا طاعة، كلا، فالطاعة واجبة لأمراء المسلمين المطبقين لشرع الله، والمهتدين بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام.
الله نسأل أن يعجل لنا بمن يطبق شرعه سبحانه وتعالى، ويهتدي بهدي نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه. الله نسأل أن يهيئ لنا منا أميرًا يطبق شرع الله، وأن يمكن لهذا الدين الحنيف في القريب العاجل.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبة للإذاعة: د. ماهر صالح