- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب إن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب إن الأعمال بالنية والحسبة ولكل امرئ ما نوى".
حدثنا عبد الله بن مسلمة قال: أخبرنا مالك عن يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاص عن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الأعمال بالنية ولكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه".
إن هذا الحديث أصل عظيم من أصول الدين، وموضوعه الإخلاص في العمل وبيان اشتراط النية وأثر ذلك، وبه صدر البخاري كتابه الصحيح إشارة إلى أن كل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا والآخرة. وهو أحد الأحاديث التي يدور الدين عليها، قال الشافعي: هذا الحديث ثلث العلم، والمقصود من الحديث إنما الأعمال صالحة أو فاسدة أو مقبولة أو مردودة بالنيات، أي بحسب النيّة، والنية هي القصد من العمل، فكل عمل لا يراد به وجه الله فهو باطل لا ثمرة له في الدنيا والآخرة.
أيها المسلمون:
لعل هذا الحديث يأخذنا إلى قاعدة "الأمور بمقاصدها"، فهناك فرق بين من يتعلم ليُقال عنه عالم مثلا وبين من يتعلم العلم طاعة لله وليعلم الناس أمور دينهم، فالأول أول من تُسعر به النار يوم القيامة والثاني يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر، وبم هذا الفرق؟ إنه بالنية التي في جوف كل منهما. وما نراه اليوم في أوساط المسلمين من فساد النية ليجعل الحليم حيران، فكم من عالم كُشف أمره عندما قامت الثورات على الحكام؟ وكم من عالم ظهرت نيته بعد أن وقف ليس في وجه الحاكم ليقول له اتق الله؟ بل وقف معه ليقول له أمعن في ظلمك؟ اقتل واذبح واسجن، لا شك أن الجريمة التي اقترفها أمثال هؤلاء تفوق حجم السكوت عليها.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشد على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم