الجمعة، 20 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الخير كله في تطبيق شرع ربنا

بسم الله الرحمن الرحيم

 
 

مع الحديث الشريف

الخير كله في تطبيق شرع ربنا

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: الثيّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة" رواه البخاري ومسلم.

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، أما بعد،

 

يتضمن هذا الحديث الشريف بعضا من الأحكام التي تحدد كيفية السير والسعي لتطبيق شرعه تعالى، ففي هذا الحديث ينبه الله سبحانه وتعالى المؤمنين إلى أمر هو غاية في الأهمية، فالمعلوم من الدين بالضرورة أن المسلم لا يحق له أن يتعدى على أخيه المسلم إلا في حد حده الله تعالى في شرعه الذي بلغنا أياه رسولنا الكريم وقام بتطبيقه.

 

فيذكر الحديث الشريف بأن دم المسلم الذي يشهد بأن الله تعالى هو الواحد الأحد الخالق الباري المشرع الذي بيده تقرير مصائر العباد كلهم ومنهم عباده المؤمنين، يذكر بأن دم هذا المسلم حرام إلا بإحدى ثلاثة أمور حددها الله سبحانه وتعالى وأمرنا أن نطبق حده فيها كما يحب ويرضى، فعندما يزني الثيب فإنه يكون قد استحق العقوبة التي كتبها الله عليه، والتي في تطبيقها يتحقق الخير كله، فالله سبحانه سيقبل من عباده هذا الفعل الذي أمرهم به لأمرين اثنين، مغفرة لمرتكب الذنب، وزجراً لمن يحدثه الشيطان بارتكاب هذا الإثم.

 

 وأما الأمر الثاني فهو جزاء النفس بالنفس التي هي أيضا من تشريعات الله تعالى التي تتجلى فيها حكمته سبحانه في التشريع، فالقاتل يستحق القتل على ذنبه هذا، وهذه العقوبة تقطع الطريق على الشيطان حتى لا يدخل في أنفس الناس ويحركها على الانتقام والتجبر، فالشرع قد حدد بأن القاتل وحده هو من يستحق القتل فقط، وأن أهل الميت لهم الحق بالقصاص من القاتل، وأن الذي يقوم بالقصاص هو من أنابه الناس عنهم في تطبيق شرع الله، ليس هذا فقط بل إن الله سبحانه وتعالى ترك لأهل الميت أن يقبلوا ما يسد عن القتل بدية شرعها الله لهم، وعندها سيثيبهم الله سبحانه ويجزيهم عن صفحهم وعفوهم بأن يرضى عنهم.

 

والأمر الأخير الذي يبيح دم المسلم هو تفريق جمع المسلمين والسعي للإفساد فيهم وتخريب حياتهم عليهم، فهذا العمل لا يقوم به إلا من ترك دينه الذي ارتضاه الله لعباده وطراز حياة التي أمر الله تعالى بها، فيكون عندها قد وقع في المحظور واستحق العقوبة التي شرعها الله عليه.

فعلينا نحن المؤمنين أن نلتزم بشرع الله، وأن لا نترك للشيطان أي مدخل إلى أنفسنا، وهذا لا يكون إلا بالالتزام بشرع الله تعالى وتطبيقه كما يحب ويرضى، حتى تصلح البشرية وتعمر البسيطة.

 

 فالله نسأل أن يعيد الأمور إلى نصابها، وأن يؤيد عباده الصالحين المصلحين الساعين لاستئناف الحياة الإسلامية كما يحب ويرضى، فيطبق شرعه وتنفذ حدوده وأحكامه على كل عاص وظالم وفاسق يحكم ويتحاكم بغير شرع الله تعالى.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح

آخر تعديل علىالثلاثاء, 10 كانون الأول/ديسمبر 2019

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع