- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب التسمية على الطعام والأكل باليمين
حياكم الله مستمعينا الكرام مستمعي إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، مع حلقة جديدة من حلقات مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به تحية الإسلام فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في صحيح البخاري كتاب الأطعمة في باب التسمية على الطعام والأكل باليمين
حدثنا علي بن عبد الله أخبرنا سفيان قال الوليد بن كثير أخبرني أنه سمع وهب بن كيسان أنه سمع عمر بن أبي سلمة يقول كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت يدي تطيش في الصحفة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك" فما زالت تلك طعمتي بعد
قوله (باب التسمية على الطعام، والأكل باليمين) المراد بالتسمية على الطعام قول بسم الله في ابتداء الأكل، والأفضل أن يقول بسم الله الرحمن الرحيم، فإن قال بسم الله كفاه وحصلت السنة.
قوله (كنت غلاما) أي دون البلوغ، يقال للصبي من حين يولد إلى أن يبلغ الحلم غلام
قوله (في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم) بفتح الحاء المهملة وسكون الجيم، أي في تربيته وتحت نظره وأنه يربيه في حضنه تربية الولد
قوله (وكانت يدي تطيش في الصحفة) أي عند الأكل، ومعنى تطيش تتحرك فتميل إلى نواحي القصعة ولا تقتصر على موضع واحد
والصحفة ما تشبع خمسة ونحوها، وهي أكبر من القصعة.
وقوله "كل مما يليك" محله ما إذا كان الطعام نوعا واحدا، لأن كل أحد كالحائز لما يليه من الطعام، فأخذ الغير له تعد عليه، مع ما فيه من تقذر النفس مما خاضت فيه الأيدي، ولما فيه من إظهار الحرص والنهم، وهو مع ذلك سوء أدب بغير فائدة، أما إذا اختلفت الأنواع فقد أباح ذلك العلماء. كذا قال.
لقد كان النبي الكريم صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على غرس العقيدة في نفوس الأطفال منذ نعومة أظفارهم، بأسلوب واضح ومناسب وكذلك سار أصحابه رضي الله عنهم من بعده
ومن الواجب على الأمة جميعاً وعلى الآباء والأمهات والمعلمين أن يسعوا بجد لتقريب هذه العقيدة للناشئة خصوصاً في هذا الزمان الذي غاب فيه تطبيق الإسلام
فمجرد أن نعلم أبناءنا التسمية بالله وضرورة أن تسبق كل عمل، نكون قد رسخنا جزءا مهما من العقيدة الإسلامية.
أمر آخر لطيف أشار إليه الحديث الشريف، وهو وجود الطفل في حجر النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ويا لها من لفتة رائعة يجب أن يلتفت إليها الآباء والأمهات في تربيتهم لأبنائهم، فوجود المربي بهذا القرب من الطفل، يشعره بالأمان والثقة والمودة، ويجعله يتلقى الأمر تلقيا صحيحا، وتكون ردة فعله كما كانت عند ابن أم سلمة، المتمثلة في قوله: (فما زالت تلك طِعمتي بعد) بكسر الطاء أي صفة أكلي، أي لزمت ذلك وصار عادة لي.
فبدل أن يلتهي المربون اليوم في أجهزتهم الخلوية والتي وللأسف باتت جزءا لا يتجزأ منهم، وكأنها عضو من أعضائهم، عليهم بدل هذا أن يلتفتوا جيدا للأمانة الملقاة على كاهلهم، وأن يربوا أبناءهم خير تربية، ليخرجوا لنا أصحابا كأصحاب الرسول الكريم، ليعيدوا الأمور إلى نصابها الطبيعي، وليعيدوا تحكيم شرع الله، وليدافعوا عن الإسلام وبيضته....
مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبته للإذاعة: عفراء تراب