- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الثبات على حمل الدعوة
حياكم الله أحبتنا الكرام، يتجدد اللقاء معكم وبرنامجنا مع الحديث الشريف، وخير ما نبدأ به حلقتنا تحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري - كِتَاب مَنَاقِبِ الْأَنْصَارِ - إسلام عمر متأخرا عن إسلام أخته وزوجها
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ عَنْ قَيْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يَقُولُ: "وَاللَّهِ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي عَلَى الْإِسْلَامِ قَبْلَ أَنْ يُسْلِمَ عُمَرُ وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا ارْفَضَّ لِلَّذِي صَنَعْتُمْ بِعُثْمَانَ لَكَانَ"
قوْلُهُ: (لَقَدْ رَأَيْتُنِي) وَالْمَعْنَى: رَأَيْتُ نَفْسِي.
(وَإِنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي عَلَى الْإِسْلَامِ) أَيْ: رَبَطَهُ بِسَبَبِ إِسْلَامِهِ إِهَانَةً لَهُ وَإِلْزَامًا بِالرُّجُوعِ عَنِ الْإِسْلَامِ. وَقَالَ الْكَرْمَانِيُّ فِي مَعْنَاهُ: كَانَ يُثَبِّتُنِي عَلَى الْإِسْلَامِ وَيُسَدِّدُنِي.
قَوْلُهُ: (وَلَوْ أَنَّ أُحُدًا ارْفَضَّ) أَيْ زَالَ مِنْ مَكَانِهِ، أَيْ سَقَطَ
قَوْلُهُ: (لَكَانَ) "لَكَانَ مَحْقُوقًا أَنْ يَنْقَضَّ" وَفِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ "لَكَانَ حَقِيقًا" أَيْ وَاجِبًا تَقُولُ: حَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ تَفْعَلَ كَذَا وَأَنْتَ حَقِيقٌ أَنْ تَفْعَلَهُ، وَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى: "تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا قَالَ ابْنُ التِّينِ: قَالَ سَعِيدٌ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ"
إن هذا الحديث يحمل صورة من صور الصد التي تعرض لها الصحابة الكرام لحملهم الدعوة الإسلامية، فقد كان الكفار في مكة يطلبون من المسلمين أن يكفروا ويرجعوا عن الإسلام، وأن يتركوا حمل الدعوة إلى غيرهم، وأن لا يستعلنوا بعبادتهم أمام الجماهير.
وقد استعمل كفار مكة أساليب متعددة، كالقتل، والتعذيب، والأذى والحبس، والوثاق، والمنع من الهجرة، وأخذ المال، والاستهزاء، والمحاربة في الأرزاق، والمقاطعة، وتشويه السمعة بالشائعات الكاذبة، وقد استعمل الحكام الظلمة هذه الأساليب، وزادوا عليها، وتفننوا في التعذيب.
نسأل الله أن يمن علينا بالنصر والتمكين كما منَّ على الذين من قبلنا، إنه ولي ذلك وهو على كل شيء قدير
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم ومع حديث نبوي آخر، نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبته للإذاعة
عفراء تراب