- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
ضياع المسلمين بين النظام الرأسماليّ والدين التعبّديّ
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ". رواه الترمذي.
أيها الأحبة الكرام:
يقول ابن القيم رحمه الله: "وكل محبة وتعظيم للبشر فإنما تجوز تبعًا لمحبة الله وتعظيمه، كمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعظيمه، فإنها من تمام محبةِ مُرسلِهِ وتعظيمِهِ سبحانه، فإن أمته يحبونه لحب الله له، ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله له، فهي محبة لله في موجبات محبة الله"، بل إن الله سبحانه وتعالى قد أمر بالصلاة عليه حيث قال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
أيها المسلمون:
هنا في هذا الحديث يبين لنا نبينا الكريم عليه الصلاة وأتم التسليم أهمية الصلاة عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم، لما في ذلك من الخير العميم الذي سنحظى به، فالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم متعة وراحة لا يشعر بها إلا من داوم عليها، فهي عطاء من الله لنا، فهل نقبل العطاء؟ هكذا عالج الإسلام إنسانيتنا، بأحكام شملت جميع شؤون حياتنا، فمن الصلاة على نبينا صلى الله عليه وسلم، إلى العمل بما جاء به من أحكام شاملة لجميع شؤون الحياة، نصلي عليه ونحتكم لسنته، هكذا الدين وهكذا أراده الله سبحانه وتعالى، إلا أن الكفار لم يرق لهم ذلك، فحاربوا حكم الإسلام وأسقطوه، واكتفى المسلمون بالتمسك بالصلاة على نبيهم صلى الله عليه وسلم، وبتطبيق بعض الأحكام التعبدية، فأصبحوا بلا خلافة تطبق فيهم الأحكام، فضاعوا بين نظام رأسمالي ودين تعبّدي.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم