- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
من لا يطلب رحمة الله بالعمل للتغيير؛ فكأنما طلب غضبه بالتقصير
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَمَّا قَضَى اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ عِنْدَهُ فَوْقَ عَرْشِهِ: إِنَّ رَحْمَتِي سَبَقَتْ غَضَبِي". رواه مسلم.
أيها المستمعون الكرام:
لما خلق الله سبحانه الخلق، أنعم عليهم بخُلقٍ عظيم؛ خُلق الرحمة، هذه الرحمة التي اشتقت من اسمه سبحانه الرحمن الرحيم، فبها يستطيع الإنسان أن يعيش ويسمو ويرتقي، وبدونها يشقى ويذل كما قال عليه الصلاة والسلام: "لا تنزعُ الرحمةُ إلا من شقي"، فرحمته سبحانه وسعت كل شيء، بدأت بخلقنا ابتداء، ثم بهدايتنا للطريق القويم، فالمؤمن الصادق له نصيب من هذه الصفة على قدر حبه لنبيه صلى الله عليه وسلم، وعلى قدر التزامه واتباعه له، ورسولنا صلى الله عليه وسلم الكريم كان رحمة مهداة من الله لنا، "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ".
أيها المسلمون:
ومن رحمته سبحانه بنا أن أنزل لنا قرآنا، نقرؤه ونطبقه، أنزل لنا نظاما مفصلا شاملا لجميع نواحي الحياة، ليعالج سلوك الإنسان، يرقب فيه الإنسان أفعاله وأقواله، وطعامه وشرابه، وحياته ومماته، يعيش به حياته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، يرنو من خلاله للآخرة، فيشبع حاجاته الروحية ويرتقي عن البهائمية، إلا أن هذا النظام أصبح مغيبا عن واقع الحياة اليوم، حلّت مكانه أنظمة عفنة، أخرجت الإنسان عن إنسانيته، وجعلته عبدا لغرائزه، فغدت حياته شقاءً في شقاء لا يعرف للجسد راحة ولا للنفس طمأنينة، هنا تأتي رحمة الله، لتطلب منّا أن نعمل لتطبيق قوانين الله، لتطبيق الإسلام في واقع الحياة، وأن نعمل على إيجاد من يطبقه إن غاب، كما هو حاصل في هذه الأيام، فهلا أدرك المسلمون رحمة الله الواسعة بهم؟ وهلا عملوا على إيجاد من يطبق الإسلام في واقع الحياة؟ هلا طلبوا الرحمة منه سبحانه، بأن يعملوا مع العاملين على إيجاد الخلافة على منهاج النبوة؟ فإن من لا يطلب رحمة الله بالعمل للتغيير؛ فكأنما طلب غضبه بالتقصير.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم