- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم والمَحجَّة البيضاء
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ يَقُولُ: وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا؟ قَالَ: "قَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى الْبَيْضَاءِ لَيْلُهَا كَنَهَارِهَا، لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ، مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ فَسَيَرَى اخْتِلَافًا كَثِيرًا، فَعَلَيْكُمْ بِمَا عَرَفْتُمْ مِنْ سُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ". رواه ابن ماجه.
أيها الأحبة الكرام:
لقد طبق المسلمون الإسلام على امتداد قرون في ظل دولة عظيمة، استطاعت أن تنفرد بالعالم آنذاك، حضارة ورفعة ورقيا وسموا، فبلغت ذروة المجد فقها وفكرا واتساعا ومجدا لم تشهد البشرية له مثيلا على امتداد التاريخ الإنساني، مجدا يمتد حضاريا من جبال البرانس غربا والصين شرقا وأواسط روسيا شمالا وأواسط إفريقيا جنوبا، مجدا جُبلت معالمُه بدماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، مجدا أبيض ناصعا نقيا، استحق وصية من رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، أن لا نفرط بطريقته ولا بمحجته حتى وإن رأينا اختلافا كثيرا.
أيها المسلمون:
لقد أضاع المسلمون طريق نبيهم ومحجته البيضاء بعد أن جربوا كل الطرق المعوجّة، فجربوا القوميّة والوطنية، وجربوا الاشتراكية والرأسمالية، وجربوا الديمقراطية والحريّة، وجربوا الدساتير الوضعية والبرلمانات والمجالس التشريعيّة، فما أغنت عنهم شيئا، بل زادتهم ضغثا على إبّالة، نعم، لقد فرّطت الأمة بمحجتها البيضاء، وبخلافتها العصماء، فذاقت الأمَريْن، حتى طالها حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم محذرا "لَا يَزِيغُ عَنْهَا بَعْدِي إِلَّا هَالِكٌ"، وها أنتم ترون نتيجة هذا التفريط، حكام عملاء باعوا أنفسهم وشعوبهم للكافر المستعمر، فضاعت الأمة وضاعت مقدراتها وأصبحت في حال من الذلّ والهوان بحال يغني -كما ترون- عن الكلام، فإلى سنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ندعوكم أيها المسلمون، إلى المحجة البيضاء، وإلى العمل الجاد المخلص لإقامة حكم الله في الأرض من خلال الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم