- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
رعاية الشؤون بين الأمس واليوم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ سَائِلٌ كُلَّ رَاعٍ عَمَّا اسْتَرْعَاهُ، حَفِظَ ذَلِكَ أَمْ ضَيَّعَ، حَتَّى يَسْأَلَ الرَّجُلَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ». رواه النسائي برقم 5553.
أيّها المستمعون الكرام:
يظن البعض ممن تلوثت عقولهم بالفكر الغربي أن النظام الرأسمالي بمؤسساته وديمقراطيته يرعى شؤون الناس، فينظر هؤلاء النفر إلى الرعاية من خلال عواصم تلكم الدول الكافرة وما فيها من شوارع نظيفة، وجسور كبيرة، فينظرون بعيون الغرب لا بعيونهم، ويفكرون بعقل الغرب لا بعقولهم، فليس غريبا إذن أن ينطقوا بلسانه، ولو دقق هؤلاء في المشهد قليلا لرأوا إنسانا يفترش الأرض ويلتحف السماء بلا بيت أو مأوى، ولرأوا بين الفنادق وناطحات السحاب إنسانا جائعا يبحث عن طعام في حاويات القمامة يسدّ به جوعته، ولرأوا آخر يخبط الأرض بجسده، بعد أن أخذ جرعة من الخمر وجرعة من الحرية الفردية.
أيها المسلمون:
لو دقق هؤلاء في المشهد قليلا لرأوا أن الديمقراطية هي سبب الشقاء الذي يتخبط به العالم اليوم، ولعلموا أن العلمانية هي سبب ضياع الناس، ولعلموا أن العدالة بين الناس لا يمكن أن تتحقق أبدا، تحت مظلة النظام الرأسمالي الذي جرّع الناس كؤوس الفقر والظلم والقهر والقتل، ولو تبحّر هؤلاء وأمثالهم في النظام الإسلامي الربّاني لرأوا بعيونهم كيف يهتم الإسلام بشؤون الناس، ولعلموا معنى الرعاية الحقة، ولو نظروا في صفحات التاريخ لرأوا عمر بن الخطاب خليفة المسلمين، وهو يحمل الدقيق على ظهره لعجوز لم تنمْ ولم ينمْ أولادها إلا بعد أن طبخ لهم الطعام وأكلوا.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم