- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
فضل العشر الأواخر من شهر رمضان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شدَّ مئزره وأحيا ليله، وأيقظ أهله. رواه البخاري ومسلم.
أيها الأحبة الكرام
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يخبرنا هذا الحديث الشريف بما كان يحرص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم على القيام به في العشر الأواخر من رمضان، فتخبرنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كان يحرص على العبادة والاعتكاف والصلاة في العشر الأواخر من رمضان، وفي هذا إرشاد لنا لما يجب أن نقوم به في هذه الأيام المباركة لما فيها من خير وبركة وأجر عظيم أعده الله سبحانه وتعالى في هذه الأيام لعباده المؤمنين.
فالنبي عليه أفضل الصلاة والسلام قام بهذا العمل حتى ينبهنا إلى ما في هذه الأيام من نعم وأجر كبير لمن حرص على القيام بها، بل وكان صلى الله عليه وسلم يأمر أهله بأن يقوموا معه بهذا العمل حتى ينالهم الأجر العظيم والخير الكثير، فنبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان يحرص أن يدرك كل مسلم الأجر الذي أعده الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين.
فهنا علينا أن ندرك أن أوامر الله سبحانه وتعالى سواء أكانت عبادات أم غيرها ليست حكرا على أحد بل هي لكافة الناس، فإن علم المرء بالخير فكتمه عن أخيه وقع في الإثم وإن علم بالإثم الذي يقوم به أخوه المسلم ولم ينصحه فإنه يقع في الإثم هو أيضا.
وهنا علينا أن نعلم أن الأعمال والعبادات يضاعف الله سبحانه وتعالى أجرها إن قام بها المؤمنون جماعة، وأما إن قام بها كلٌ لوحده فإن الأجر يبقى محصور على شخص الفاعل وحده.
وبقي أن نستدرك أن الأفعال التي جاء بها الشرع مخاطبا الفرد بها بالامتناع أو الانتهاء لم يتركها من غير الأمر بنهي والأمر والامتناع للآخر ومن لم يقم بهذا الأمر بنهي عن المنكر والأمر بالمعروف وقع في الإثم الذي يعاقب عليه الله تعالى.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح (رحمه الله)