- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
من يُذْهِبُ غيظَ قلوبنا؟
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ كَظَمَ غَيْظًا وَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنْفِذَهُ، دَعَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ مَا شَاءَ» قَالَ أَبُو دَاوُدَ: «اسْمُ أَبِي مَرْحُومٍ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْمُونٍ» (سنن أبي داود)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يتحدث هذا الحديث الشريف عن أناس ندر وجودهم هذه الأيام وقل عددهم، بل إنهم قليلون على مدار الزمان، فها هو رسولنا الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحث أصحابه الكرام وقد كانوا على قدر كبير من التقوى وسلامة القلب، والقرآنُ الكريم يتنزل عليهم، يحثهم على خلق عظيم ألا وهو كظم الغيظ، وها نحن الآن بعد وقت بعيد عن عصر الصحابة وفينا ما فينا من أمراض الدنيا، وفينا من الضعف والهوان ما أعاد للباطل أيامه وجولاته، تجدنا مليئين بالغيظ، فمن جهة تجد قلوبنا مليئة بالغيظ لأقرب الناس علينا، فهذا الغيظ المقصود في هذا الحديث الشريف والذي يكون بين أخوة الدين والعقيدة هو ما يؤجر كاظمه بالجنة التي لا ينالها إلا من سعى لها ليلا ونهارا، فينادى على رؤوس الخلائق يوم القيامة ويكون له أن يختار ما يحب ويشتهي مما خلق الله سبحانه وتعالى من الحور العين، فأي درجة هذه ينالها من يكظم غيظه وهو قادر على أن ينفذه؟!
وعلى الجهة الأخرى نرى كيف وصل حالنا من قهر وذل من أعدائنا جعل في قلوبنا غيظا كبيرا لا نستطيع أن ننفذه من قلة الحيلة والضعف والهوان بعد أن زال تطبيق حكم الله وشرعه على العباد، فهذا الغيظ يزداد يوما بعد يوم وأعداء الله يعيثون فينا فسادا وإفسادا ونحن لا نملك رده عنا إلا أن نبقى منتظرين فرج الله تعالى ونصره الذي وعدنا.
فالله نسأل أن يعجل لنا بمن يُذهِبُ غيظَ قلوبنا، ويهيئ لنا من يساعدنا على تفريغ هذا الغضب لله ولرسوله الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إن ذلك ليس على الله بعزيز، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله