الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف من دروس رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

 


 

مع الحديث الشريف

من دروس رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم

 

 

 

    نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

   عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَا عَائِشَةُ إِنَّ اللَّهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ». صحيح مسلم برقم 2593.

 

أيها الأحبة الكرام:  

 

   الرفق خلق جميل ينسجم مع الجبلّة التي خلق عليها الإنسان، لذلك حثَّ الإسلام على هذا الخلق الجميل، ومن تمثّلت به هذه الصفة وأصبحت سجية فيه فأحب الناس وأحبّوه وصل إلى قلوبهم وعقولهم ووصل إلى السعادة معهم، وقد علمنا رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القدوة بالفعل لا بالقول فقط، بل علم البشرية جمعاء معنى الرفق من خلال موقف لأعرابي شهدَه الصحابة، فقد دخل المسجد وبال في أحد جوانبه، لم يستطع أحد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم تحمل ذلك، فوثبوا عليه ليضربوه على فعلته الشنيعة، إلا أن الحبيب عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أوقفهم قائلا: "دعوه وأريقوا على بولِه ذنوباً من ماء" وبعد أن انتهى الأعرابيّ سأله النبي صلى الله عليه وسلم: "ما حملك على هذا الفعل؟" فقال له: "والذي بعثك بالحق، ما ظننتُ إلا أنه صعيد من الصعدات فبِلْتُ فيه"، فقال له: "إن هذه المساجد لا تصلح لشيء من هذا البول والقذر، إنما هي لذكر الله والصلاة وقراءة القرآن"، نعم كان هذا ردّ رسولنا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ردّ الرحمة المهداة للعالمين على هذا الفعل الشنيع، عندها رفع الأعرابي يديه إلى السماء ودعا: اللهم ارحمني ومحمدا، ولا ترحم معنا أحدا.

 

أيها المسلمون:

 

   أين نحن من هذا الرفق؟ أين نحن من هذه الرحمة؟ لقد كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حريصا كل الحرص على هذا الخلق الطيب، فطال رفقهُ الإنسان والحيوان، نعم، لقد علمنا دروسا في التعامل، إلا أن ما نعيشه اليوم من عنف ومن قسوة ليضع الأمة أمام سؤال كبير: لماذا نزعت الرحمة من القلوب؟ ولماذا أصبح العنف السمة السائدة في المجتمعات؟ حتى أصبحت الجامعات والكليات تخصص مواد ومواضيع في تدريس هذه الظاهرة، فأشغلت المدرسين والطلاب بها، حتى صار شعار "لا للعنف" يافطة مرفوعة في كل قرية ومدينة وحي، لا شكّ أن النظام المفروض في المجتمع أقام العلاقات بين الناس على أساس من المنفعة والمصلحة المادية، فصارت الحياة على هذا النمط البغيض، وما درى الكفار الأشقياء، أن درسا واحدا من رسولنا صلى الله عليه وسلم يغني عن كل موادهم ودروسهم، فكيف إذا قامت الخلافة وعاد الإسلام مطبقا كيف ستكون الدروس؟

 

    اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.

 

   أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ. 

 

 

 

كتبه للإذاعة: أبو مريم

آخر تعديل علىالأربعاء, 04 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع