- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
قاض في الجنة واثنان في النار
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ تَوْبَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ، قَالَ: لَوْلَا حَدِيثُ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ r قَالَ: «الْقُضَاةُ ثَلَاثَةٌ، اثْنَانِ فِي النَّارِ، وَوَاحِدٌ فِي الْجَنَّةِ، رَجُلٌ عَلِمَ الْحَقَّ فَقَضَى بِهِ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ، وَرَجُلٌ قَضَى لِلنَّاسِ عَلَى جَهْلٍ فَهُوَ فِي النَّارِ، وَرَجُلٌ جَارَ فِي الْحُكْمِ فَهُوَ فِي النَّارِ»، لَقُلْنَا: إِنَّ الْقَاضِيَ إِذَا اجْتَهَدَ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ. (سنن ابن ماجه برقم 2326)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يخبرنا هذا الحديث الشريف عن قضاة هذا الزمان، فرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أخبرنا عن ثلاثة أنواع من القضاة لا رابع لهم، أولهم القاضي الجاهل الذي لا يعلم متطلبات القضاء ومتى وكيف يكون، فما أكثر هؤلاء هذه الأيام، فجهلهم نشر الظلم بل وشرعنه بأحكامهم الجائرة، فنرى كيف أن القاضي الذي لا يعلم من الحق شيئا يقضي ويحكم بأحكام جائرة ظالمة على الصالح المخلص، فيسجنه ويبطش به بعد أن يطلق الظالم يستبد في عباد الله، فهؤلاء أخبرنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بأن مصيرهم النار، فهم جهلة يحكمون على الناس بجهلهم فاستحقوا بذلك عذاب الله، وهنا نرى كيف أن من يحكم بين الناس وهو جاهل بأحكام الله فإن مصيره جهنم، فكيف بمن يحكم بغير ما أنزل الله فيجور على عباده، فأي مصير ينتظرهم عند الله سبحانه؟!.
وأما القاضي الثاني فهو من يتعدى على أحكام الله فيفتري على دينه بأحكام لم ينزلها سبحانه ولم يشرعها، فهؤلاء وضعوا أنفسهم مكان الله سبحانه وشرعوا ما لم يشرعه، فاستحقوا بذلك أن يقذفوا في النار، فمثل هؤلاء قضاة الحكام الذين يحكمون بشرع الغرب الكافر، فيطبقونها عليهم بصرامة الحاكم وقبضته، فأي مصير ينتظر هؤلاء، وبأي وجه سيلاقون الله تعالى، وبأي عذرٍ سيعتذرون؟!
وأما الصنف الثالث الوارد في الحديث فهم من يعلمون الحق فيتبعونه ويقضون به، فهم من نبحث عنهم فلا نجدهم، ليس لقلتهم، بل لأنهم ابتعدوا عن الحكم والحكام الظلمة، فهم يعلمون أن من يقترب منهم يقع معهم في معصية ظلمهم ويديم حكمهم الظالم على عباد الله، فما أحوج الأمة لهؤلاء ليحكموا مع الحاكم العادل الذي يعلم بشرع الله فيطبقه هو وقضاته على الأمة، فهؤلاء لهم الجنة التي أخبرنا عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف.
فاللهَ نسألُ أن يهيئ لنا حاكما عادلا عالما بشرع الله، وقضاة يحكمون بشرعه سبحانه، وأن يعجل لنا بزوال الحكام الظلمة وقضاتهم المشاركين لهم في ظلمهم، اللهم آمين.
أحبتَنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي أخر نترككم في رعاية ألله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة د. ماهر صالح رحمه الله