- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
قول الزور والعمل به
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، عَنِ المَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ وَالجَهْلَ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» (صحيح البخاري 5733).
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
إن هذا الحديث الشريف يحذّرنا من واحدة من أشد الذنوب إلحاقًا للضرر بالمسلمين والناس، ألا وهو قول الزور، وهو الكذب لينتصر الباطل على الحق، فيظلم أصحاب الباطل أصحاب الحق، وكذلك يحذّر من الجهل، وهنا المقصود الجهل بأمور الدين وبما يلزم المسلم في حياته، وما يجعله يرتكب ذنبا كقول الزور. إن قول الزور يجعل الله غضبانًا على صاحبه، ويجعل الناس ينفرون منه، فالظلم لا يقبله أحد على نفسه، وليس من طبائع الناس، والله لم يرتضيه حتى لنفسه، وحتى الكافر ينفر من الظلم وأهله. يكمل الحديث الشريف أن من لا يدع هذا الذنب فليس لله حاجة بصيامه، والصيام من أطهر الأعمال وأحسنها عند الله، والله لا حاجة له بعمل الإنسان على كل حال، ولكن القصد أن الله لا يقبله. المسلم يجب أن يكون من أهل الحق، لا يقول الزور ولا يعمل به، ينصف الناس ولا يظلمهم.
الله نسأل أن يعيننا على قول الحق، وييسر لنا العلم النافع لنا وللناس، وأن يجنبنا قول الزور وأهله، اللهم آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله