- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
قضاة أيامنا آثمون مرتين
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّرَاوَرْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْهَادِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ، مَوْلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ r يَقُولُ: «إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ فَأَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ، وَإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَد فَأَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ» قَالَ يَزِيدُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، فَقَالَ: هَكَذَا حَدَّثَنِيهِ أَبُو سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. (سنن ابن ماجه برقم 2325)
إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:
يخبرنا هذا الحديث الشريف بأمر نفتقده هذه الأيام ألا وهو الحاكم والقاضي العادل الذي يقضي بين الناس بشرع الله سبحانه وتعالى، فيخبرنا هذا الحديث بأن القاضي أو الحاكم الذي يحكم بين الناس يقع بين أمرين اثنين، فهو إما أن يتحرى الصواب في الحكم فيجتهد الحق ثم يحكم بين الناس بما أداه إليه اجتهاده فيحقق العدل بين الناس، وإما أن يجتهد الحكم الصحيح ويتحرى الصواب فيه ولكنه يقع في الخطأ ليس في الاجتهاد ولكن في إحقاق الحق والعدل بين المتخاصمين.
وهنا يتبين الفرق بين القاضيين، فمن بذل وسعه في التحري عن الصواب ثم أعطى الحق لأصحابه فهو يستحق أجرين من الله سبحانه وتعالى، وأما من بذل الوسع في التحري عن الصواب ولكنه لم يعطِ الحق لأصحابه فهو يستحق الأجر الواحد.
أما قضاتنا وحكامنا هذه الأيام فهم يعيثون في الأرض فسادا وإفسادا، فنرى كيف أنهم لا يتحرون الدقة ولا الصواب، ولا يبذلون الوسع في تحقيق العدل بين المتخاصمين، فيقضي القاضي بهواه أو بشرع الغرب، فكيف له بعد هذا أن ينال أي أجر أو ثواب، فهو لم يتحرَّ الحكم الشرعي الحق المستنبط من شرع ربنا الحكيم ووقع في الإثم العظيم بحكمه بالطاغوت والعياذ بالله. بل إن قضاة هذه الأيام يقدمون هواهم الشخصي أو هوى حكامهم على الأحكام الشرعية، فيقعون في الظلم ويتعدون على حق العباد متناسين أن الله سبحانه وتعالى قد حرم الظلم على نفسه قبل أن يحرمه على عباده، فيقعون في إثمين اثنين، إثم الظلم والجور وعدم إعطاء الحق لأصحابه فنالوا الإثمين بامتياز وأصبحوا من أعوان الظلمة والظالمين.
فاللهَ نسألُ أن يهيئ لنا قضاة عدولاً يحكمون بأمر الله تعالى، وأن يرفع الظلم عن عباد الله الصالحين، وأن يعجل لنا بحاكم يحكمنا بشرع ربنا، اللهم آمين.
أحبتَنا الكرام وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي أخر نترككم في رعاية ألله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة د. ماهر صالح رحمه الله