الخميس، 19 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/21م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - تسلط من بعد ضعف

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

تسلط من بعد ضعف

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلَّامٍ، حَدَّثَنَا الْأَجْلَحُ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ: ضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْثَالًا وَاحِدًا وَثَلَاثَةً، وَخَمْسَةً وَسَبْعَةً، وَتِسْعَةً وَأَحَدَ عَشَرَ، قَالَ: فَضَرَبَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا مَثَلًا وَتَرَكَ سَائِرَهَا، قَالَ: «إِنَّ قَوْمًا كَانُوا أَهْلَ ضَعْفٍ وَمَسْكَنَةٍ قَاتَلَهُمْ أَهْلُ تَجَبُّرٍ وَعِدَاءٍ، فَأَظْهَرَ اللَّهُ أَهْلَ الضَّعْفِ عَلَيْهِمْ، فَعَمَدُوا إِلَى عَدُوِّهِمْ فَاسْتَعْمَلُوهُمْ وَسَلَّطُوهُمْ، فَأَسْخَطُوا اللَّهَ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ» (مسند أحمد 22934).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

يضرب هنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مثلًا، وهذا المثل عمّن أعزه اللهُ عز وجل فعصاه فنال سخطه، والمثل هو أن قومًا كانوا ضعفاء غير قادرين قاتلهم أعداؤهم وتغلبوا عليهم وتسلطوا وتجبروا، ثم نصرهم الله سبحانه وتعالى وأيدهم بقوة من عنده حتى غلبوا أعداءهم، لكنهم بدل أن يشكروا الله عصوه، فتجبروا هم على أعدائهم وسخّروهم واستعملوهم بما لا يليق بهم ولا يرضي الله عز وجل، فنالوا بذلك سخط الله عليهم إلى يوم القيامة.

 

نشير هنا إلى أن من سنن الله في الأرض أن يجعل الغلبة لفريق على فريق ثم ينزعها، كما غلبت فارس الروم ثم غلبت الروم فارس، لكن كما يقول الله عز وجل: (إن العاقبة للمتقين)، فالمسلمون إن اتقوا الله عز وجل ونصروه والتزموا أمره استحقوا نصره وتأييده، وكانت العاقبة لهم بفضل الله ومنته. ونشير كذلك إلى أن السعي لرفع الظلم عن النفس أو الغير بطريقة لا يجيزها الشرع فيها غضب من الله عز وجل، فالغاية لا تبرر الوسيلة في الإسلام، بل الفكرة والطريقة قد حددها الشرع، والغاية والوسيلة يجب أن يوافق عليها الشرع، والانتقام كذلك غير جائز إلا إذا أجازه الشارع، وبالأسلوب الذي يجيزه الشرع، فلا يجوز مثلًا للانتصار على العدو الاستعانة بحلف من الكفار أو المشركين، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لَا تَسْتَضِيئُوا بِنَارِ الْمُشْرِكِينَ". الأصل في المسلم عند القيام بأي عمل، والجماعة عندما تتخذ أي سبيل، أن تعلم الحكم الشرعي فيه، ولا يُعذر الجاهل حيث يجب أن يبحث أو يسأل حتى يعلم، أما إن تقصد المسلم المعصية عن علم فهذا من الفسوق.

 

الله نسأل أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع