- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
واقع الجهاد بين الأمس واليوم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي، وَجُعِلَ الذُّلُّ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي». رواه أحمد برقم 9897.
أيّها المستمعون الكرام:
يعرض الحديث لمسألة الجهاد وهي مسألة غاية في الأهمية؛ إذ بدونه لا ينتشر الإسلام ولا تُحمل دعوته للأنام، ولا ترفع له راية، لذلك كان الربط واضحا بين عبادة الله سبحانه وبين القوة التي رمز لها بالسيف. والجهاد في الإسلام ليس لمقارعة الناس وقتالهم كما يتوهم البعض أو كما يزعم الكفار؛ بل هو لمقاتلة من يقف أمام إيصاله للناس من الحكام والجنود التابعين لهم، فيقاتلوا لوقوفهم سدّا منيعا أمام وصوله إلى شعوبهم.
أيها المسلمون:
واقع أليم تعيشه الأمة الإسلامية اليوم، إذ تحوّل حالها من قوة إلى ضعف، فبعد أن وصلت دعوة الإسلام مشارق الأرض ومغاربها، وبعد أن دخل الناس في دين الله أفواجا، وبعد أن استقر اللواء خفّاقا مرفرفا في كل الميادين طيلة أربعة عشر قرنا من الزمان، أصبح الجهاد تعدّيا على الآخرين، أصبح ذروة سنام الإسلام إرهابا؛ تخرج فتاوى تحريمه من تحت لفّة عالم هنا أو عمامة آخر هناك، من فم من لبس لبوس الإسلام وتكلم باسمه، وأمثلهم طريقة من قال بجوازه ولكن من خلال سيف الفضائيات أو رماح وسائل التواصل الإلكتروني.
اللهمَّ عاجلنا بخلافةٍ راشدةٍ على منهاجِ النبوةِ تلمُّ فيها شعثَ المسلمين، ترفعُ عنهم ما هم فيهِ من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرضَ بنورِ وجهِكَ الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتَنا الكرام، وإلى حينِ أنْ نلقاكم مع حديثٍ نبويٍّ آخرَ، نتركُكم في رعايةِ اللهِ، والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.
كتبه للإذاعة: أبو مريم