السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - وصايا نبينا نبراس لنا في دنيانا

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

وصايا نبينا نبراس لنا في دنيانا

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَشِيرِ بْنِ ذَكْوَانَ الدِّمَشْقِيُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَلَاءِ يَعْنِي ابْنَ زَبْرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي الْمُطَاعِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ، يَقُولُ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ، فَوَعَظَنَا مَوْعِظَةً بَلِيغَةً، وَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ، وَذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ، فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: وَعَظْتَنَا مَوْعِظَةَ مُوَدِّعٍ، فَاعْهَدْ إِلَيْنَا بِعَهْدٍ، فَقَالَ: «عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَإِنْ عَبْدًا حَبَشِيًّا، وَسَتَرَوْنَ مِنْ بَعْدِي اخْتِلَافًا شَدِيدًا، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي، وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عليها بالنواجذ، وَإِيَّاكُمْ وَالْأُمُورَ الْمُحْدَثَاتِ، فَإِنَّ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ». (سنن ابن ماجه 42).

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

إن هذا الحديث الشريف فيه من الإرشادات المهمة الكثير. لقد أحس الصحابة رضوان الله عليهم الوداع في وعظه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم، ما جعلهم يسألونه أن يعهد إليهم وإلى الأمة من بعده ما يحرصون عليه.

 

فأوصاهم الرسول صلى الله عليه وسلم وكل المسلمين من بعدهم بتقوى الله أولًا، أي أن نخشى الله تعالى ونضع مخافته بين عينينا في كل أمر فيكون حلاله وحرامه مقياسا لنا في أعمالنا، فتقوى الله تكفي ليصلح حال الفرد وحال المجتمع بجميع أركانه من أفكار ومشاعر وأنظمة.

 

الأمر الآخر الذي عهد لنا به رسولنا عليه الصلاة والسلام هو السمع والطاعة لولاة الأمور الذين نحبهم ويحبوننا ويطبقون الإسلام على رعيتهم، دون تمييز في لون أو عرق ولي الأمر ما دام يقيم الإسلام علينا. ليس معنى هذا أن نطيع من نصبهم أعداؤنا حكامًا مسلطين على رقابنا وورثتهم، أو من اغتصب الحكم غصبًا، فهؤلاء لا سمع لهم ولا طاعة، هم أعداء لنا ولديننا ولربنا بتطبيقهم شرعَ الناس العاجز الناقص.

 

أمر ثالث عهد لنا بالقيام به الرسول عليه الصلاة والسلام وقت الاختلاف والتباين في فهم الدين واشتعال العصبية العرقية والمذهبية والشخصية، وهو الالتزام بسنته فهي من وحي الله سبحانه وتعالى، وأن نقتدي بصحابته الكرام رضوان الله عليهم، وقد خص هنا الخلفاء الراشدين كونهم أول وأكثر من التزم بسنة رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى.

 

أخيرًا أخبرنا الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه سوف يخرج علينا مبتدعون مفترون على دين الله، وأن هؤلاء لا يسعون إلا إلى التخريب على عباد الله حياتهم التي ارتضاها الله لهم، وليجعلوا العباد ينفرون من أحكام الله، بعلم أو بجهل فأعمال هؤلاء هي إضلال للعباد وضلال لأنفسهم ولمن اتبعهم. 

 

أين نحن هذه الأيام من هذه الوصايا التي أوصانا بها رسولنا الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ وما مدى التزامنا بها؟ الحمد لله على كل شيء، الحمد لله أن الرسول الكريم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يترك شيئًا إلا وقد أنبأنا به، فلا ذريعةَ ولا حجة للمقصرين المتكاسلين أمام الله عز وجل يوم الدين.

 

اللهَ نسألُ ان يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه، وأن يعيننا التزام أمره ووصايا رسوله الكريم عليه الصلاة والسلام، حتى يصلح حالنا وحال البشرية كلها، اللهم آمين.

 

أحبتَنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله

آخر تعديل علىالسبت, 28 أيار/مايو 2022

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع