الأحد، 20 جمادى الثانية 1446هـ| 2024/12/22م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية
مع الحديث الشريف - الدنيا زائلة والآخرة خير وأبقى

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مع الحديث الشريف

الدنيا زائلة والآخرة خير وأبقى

 

 

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ذَاتَ يَوْمٍ: «اسْتَحْيُوا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ"، قَالَ: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّا نَسْتَحِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، قَالَ: "لَيْسَ ذَلِكَ، وَلَكِنْ مَنِ اسْتَحْيَى مِنَ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ، فَلْيَحْفَظِ الرَّأْسَ وَمَا حَوَى، وَلْيَحْفَظِ الْبَطْنَ وَمَا وَعَى، وَلْيَذْكُرِ الْمَوْتَ وَالْبِلَى، وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ، تَرَكَ زِينَةَ الدُّنْيَا، فَمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ، فَقَدِ اسْتَحْيَا مِنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْحَيَاءِ» (مسند أحمد)

 

إن خير الكلام كلام الله تعالى، وخير الهدي هدي نبيه عليه الصلاة والسلام، محمد بن عبد الله، أما بعد:

 

يتضمن هذا الحديث الشريف العديد من الإرشادات النبوية العظيمة التي قد تتشابه على بعض الناس، فالحياء الذي هو شعبة من شعب الإيمان والذي هو أمر الله ذي الجلال والإكرام لا يكون كما تهوى أنفسنا، فها هم الصحابة رضوان الله عليهم يأمرهم رسولنا الكريم أن يستحيوا من الله سبحانه حق الحياء، فأجاب الصحابة بأنهم يفعلون ذلك والحمد لله، فأخبرهم بعدها رسولنا الكريم كيف يكون الاستحياء من الله تعالى.

 

فالاستحياء من الله يكون بأن نحفظ عقولنا وأفكارنا كما يحب خالقنا ويرضى، فنبقي تفكيرنا منصبا على عبادة الله سبحانه والانصياع لأوامره تعالى، فلا نشغل أنفسنا بسفاسف الأمور ونترك عظامها، وزاد رسولنا الكريم على شرحه فأخبرنا بأننا يجب أن نتيقن بأن يكون مأكلنا حلالاً مما أباحه الله لنا فنبتعد عما حرم علينا، وأضاف بعدها أمرا عظيما ألا وهو دوام استحضار الموت ولقاء الله سبحانه، ودوام تذكر البلوى وبأنها مما يرفع الله به عباده في الآخرة وفي هذا عظة عظيمة لنا عباد الله.

 

وأخيرا أجمل المصطفى كلامه، فأخبرنا بأن نبقي في ذهننا أن الآخرة لا تؤخذ إلا بترك الدنيا وزينتها، فنخلص العمل لأجل آخرتنا، فالدنيا وزينتها هي ما تشغل الناس عن نعيم الآخرة الباقي الذي لا يزول.

 

فعلينا نحن المسلمين أن نبقي أنفسنا وعقولنا متيقنة بعون الله وأن نجعل الاستحياء من الله تعالى هدفا وغاية وأن نسلك الطريق التي سطرها لنا رسولنا الكريم في هذا الحديث العظيم.

 

 

 فالله نسال أن يجعل الآخرة هي مقصدنا وأن يبعدنا عما يشوب عقولنا وبطوننا من زينة الدنيا التي تبعدنا عن جنته الأبدية، اللهم آمين.

 

أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

كتبه للإذاعة: د. ماهر صالح رحمه الله

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع