- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
اتخاذ الرسول صلى الله عليه وسلم الخاتم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "باب ما يذكر في المناولة وكتاب أهل العلم بالعلم إلى البلدان"
حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن المروزي أخبرنا عبد الله قال: أخبرنا شعبة عن قتادة عن أنس بن مالك قال: كتب النبي صلى الله عليه وسلم كتابا أو أراد أن يكتب فقيل له: إنهم لا يقرءون كتابا إلا مختوما، فاتخذ خاتما من فضة، نقشه محمد رسول الله كأني أنظر إلى بياضه في يده فقلت لقتادة: من قال نقشه محمد رسول الله؟ قال أنس.
أيها المستمعون الكرام:
إن مما يلفت إليه الحديث أن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم إنما كتب كتابا بوصفه رئيس دولة، أراد أن يخاطب رؤساء الدول آنذاك، فكان لا بدّ لهذا الكتاب من أن يحمل توقيعا وختما من صاحب الأمر والنهي في هذه الدولة، فهو الذي يتكلم باسم الرعية، وهو الذي يرعى مصالحها، وهو الذي يقيم علاقات مع الدول الأخرى على أساس هذه المصالح.
أيها المسلمون:
من يتكلم باسمكم اليوم؟ ومن يستطيع أن يقيم علاقات مع دول اليوم على أساس مصالحكم؟ من يستطيع أن يكتب كتابا يخاطب به دول الكفر أن أسلموا تسلموا؟ من ذا الذي يستطيع أن يوقع كلامه وخطابه باسمكم؟ لا أحد بالطبع، لأن المخوّل الوحيد للقيام بذلك غير موجود، ولأن المخول للقيام بذلك هو خليفتكم، ذلك الخليفة الذي أطاحت به دول الكفر وأسقطته من عليائه، فأصبحتم أيتاما على موائدهم، لاجئين على عتبات قصورهم، متسولين لفتات حضارتهم، يأمرونكم فتطيعون، ويقتلونكم فتصمتون. فالعمل العمل -أيها المسلمون- مع العاملين المخلصين لإعادة الخليفة الذي ينطق باسمكم وينتصر لكم.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم