- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الحياء من شعب الإيمان
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي "بتصرف" في "باب أمور الإيمان".
حدثنا عبد الله بن محمد الجعفي قال: حدثنا أبو عامر العقدي قال: حدثنا سليمان بن بلال عن عبد الله بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الإيمان بضع وستون شعبة والحياء شعبة من الإيمان".
أيها المستمعون الكرام:
إن للإيمان درجات ومراتب، لا يلتفت إليها كثير من الناس، فإذا صلى أحدهم وصام ظنّ أنه استكمل عرى الإسلام، وأصبح قاب قوسين أو أدنى من الإيمان والمعرفة بالله، وهذا من الجهل الذي ران على قلب هذه الأمة خلال عقود الضعف الفكري والفقهي الذي أصابها. ولعل هذا الحديث فيه من الأمور التي لا بد لكل مسلم من أن يدركها.
أيها المسلمون:
إن الحياء الذي ورد في الحديث ليس إلا مثالا على معنى أن تكون مؤمنا، فهو إشارة إلى أن الإيمان لا يقف عند الشهادة والصلاة والصيام والزكاة، بل فيه إشارة إلى علاقة المسلم بخالقه وبنفسه وبغيره، فالمسلم يكون حييّا أمام الله، وحييّا أمام نفسه وأمام غيره. وفي هذا تكون مظاهر الأخلاق رفيعة وعالية، فإذا كان خلق الحياء صفة تلازم علاقات الناس فيما بينها، فكيف بباقي الصفات؟ لا شك أن المجتمع حينئذ سيصبغ بهذه الأخلاق، وسيكون مجتمعا تسوده الرفعة والقوة والإيمان. ولكن متى يتحقق ذلك وقد غاب من يزرع في الأمة أمثال هذه الأخلاق؟ متى يتحقق ذلك وقد فسد رأس هذه الأمة؟!
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم