- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
الناس سواسية
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي "بتصرف"في باب كنس المسجد والتقاط الخرق والقذى والعيدان.
حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أبي رافع عن أبي هريرة، أن رجلا أسود أو امرأة سوداء كان يقم المسجد فمات فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنه، فقالوا مات قال أفلا كنتم آذنتموني به دلوني على قبره، أو قال قبرها فأتى قبرها فصلى عليها.
أيها المستمعون الكرام:
القضية ليست محصورة بأبيض أو بأسود، فالدين لم يميّز بين البشر بلون أو بطول أو بحسب أو بنسب، بل إن التفاضل بينهم هو على أساس التقوى، هكذا علمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، ولئن مات ذلك الرجل الأسود الذي كان يقمّ المسجد ولم يصلِّ عليه الصحابة، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم سأل عنه وصلى عليه.
أيها المسلمون:
ما بال المسلمين اليوم يميزون أنفسهم على أساس البلد والقطر؟ يميزون أنفسهم على أساس القبيلة والعشيرة، بل وعلى أساس الغنى والفقر والعلم والجهل، وكأن الإسلام لفئة دون الأخرى. هذا ما حذرنا منه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عندما قال: "لا فضل لعربي على أعجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى"، وهذا ما طبقه رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بصلاته على أسود لم يذكره أحد بعد موته. لماذا تغيرت المفاهيم عند البعض منا؟ لماذا عادت الجاهلية تعشعش في عقول هؤلاء؟ بالطبع عادت لما تقسمت البلاد الواحدة والدولة الواحدة إلى مزق بفعل التفرقة التي نتجت عن اتفاقية "سايكس بيكو"، التي أشعلت الفتن بين أبناء الأمة الواحدة، فصار لكل بلد حاكم وجيش ولواء.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم