- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
باب كفران العشير وكفر دون كفر فيه
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني بتصرف في "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح مسلم، في شرح الإمام النووي "بتصرف" في "باب كفران العشير وكفر دون كفر فيه".
حدثنا عبد الله بن مسلمة عن مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم "أريت النار؟ فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن، قيل أيكفرن بالله؟ قال يكفرن العشير ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر، ثم رأت منك شيئا قالت: ما رأيت منك خيرا قط".
أيها المستمعون الكرام:
روي أن الأصمعي قال: دخلت البادية فإذا أنا بامرأة دخلت البادية، فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس وجها تحت رجل من أقبح الناس وجها، فقلت لها: يا هذه أترضين لنفسك أن تكوني تحت مثله؟ فقالت: يا هذا اسكت فقد أسأت في قولك، لعله أحسنَ فيما بينه وبين خالقه فجعلني ثوابه، أو لعلي أسأت فيما بيني وبين خالقي فجعله عقوبتي، أفلا أرضى بما رضي الله لي؟ فأسكتتني.
أيها المسلمون:
لقد تبدلت هذه النظرة عند النساء، فلم تعد النظرة مرتبطة بالثواب والعقاب، بل أصبحت المصلحة أساسا في التعامل في هذا الزمان، حتى صارت المرأة تكفر نعم زوجها وتجحدها وتنكرها ولا تشكرها، وإنما عبر صلى الله عليه وسلم عن ذلك بالكفران تغليظا لهذه المعاملة. فلم يقف الأمر عند عدم الصبر على الزوج؛ بل تعداه إلى نكران الجميل والعشرة الجميلة. فأين هذا من أحكام الإسلام؟ وأين هذا من الصبر؟ لا شك أن مفاهيم الصبر ومفاهيم الأخلاق قد غابت عن الوجود هذه الأيام، وحلت مكانها مفاهيم المنفعة ومفاهيم الثمن ومفاهيم الذات. وذلك عندما غابت شمس الخلافة التي تطبق القرآن وأحكامه في الأرض.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم