- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
إسماع الميت وتقريعه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني - بتصرف - في باب ثناء الناس على الميت:
حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا سفيان عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها قالت: إنما قال النبي صلى الله عليه وسلم إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول لهم حق، وقد قال الله تعالى: (إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى).
أيها المستمعون الكرام:
هذا الكلام كان في حق القتلى الذين ألقوا في قليب بدر حيث وقف رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بعد ثلاثة أيام عليهم معاتبا ومقرعا لهم، حتى قال له عمر: ما تخاطب من قوم قد جَيَّفوا، فقال عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده ما أنت بأسمع لما أقول منهم ولكن لا يجيبون، وقد تأولت عائشة هذا الكلام بأنه صلى الله عليه وسلم قال: "إنهم ليعلمون الآن أن ما كنت أقول لهم حق".
أيها المسلمون:
رغم قساوة المشهد، ورغم ما تعانيه الأمة هذه الأيام من ويلات، إلا أننا وبإذن الله سنقف على جيف كل من أجرم في حق هذه الأمة، وسنخاطبهم بما خاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفار قريش وسنقول لهم: ها قد وجدنا ما وعدنا الله حقا، فهل وجدتم ما وعدكم الله حقا؟ وسنقرّعهم. ولكن لن يكون هذا من خلال دول الضرار والحكام الأصنام العملاء المتحكمين في عالمنا الإسلامي، لن يكون إلا من خلال قائد كالرسول صلى الله عليه وسلم يتكلم بالنيابة عن هذه الأمة، ومن خلال دولة تقاتل باسم الأمة، ومن خلال أمة تبايع هذا القائد، تتقي به وتقاتل من ورائه.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم