- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
- حجم الخط تصغير حجم الخط زيادة حجم الخط
بسم الله الرحمن الرحيم
مع الحديث الشريف
وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلاني "بتصرف" في باب التواضع
حدثني محمد بن عثمان بن كرامة حدثنا خالد بن مخلد حدثنا سليمان بن بلال، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن عطاء عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن يكره الموت وأنا أكره مساءته".
أيها الأحبة الكرام:
الولي هو من كان مؤمنا تقيا؛ لأن الإيمان يشمل العقائد والأعمال الصالحة والالتزام بأوامر الله واجتناب نواهيه، حتى يصير المسلم مصبوغا به كما يصبغ الثوب باللون الأبيض، فإذا مسته نقطة سوداء ظهرت فيه عيبا. وكلما كان المسلم تقيا نقيا كان قريبا من الله، وكان الله قريبا منه، فما يزال يتقرب منه بالنوافل حتى يحبه، فإذا دعاه استجاب له.
أيها المسلمون:
وما نراه في واقع المسلمين اليوم ليدعو إلى الوقوف والتفكر والسؤال، كيف يترك بعض المسلمين فرضا ليقوموا بنافلة؟! لماذا يلزمون أنفسهم بنوافل الأعمال ويتركون فروضها؟ تراهم يتسابقون لأداء العمرة مثلا عاما فعاما، ويتركون محاسبة الحاكم الذي جرّدهم من أبسط الحقوق، تراهم يقومون على طاعته وهو عاصٍ لله، كيف يقدم المسلم النافلة على الفريضة؟ ألم يأتهم نبأ الحكم بغير ما أنزل الله؟ أم أن لهم عقول لا يعقلون بها؟ اسمعوا ماذا يقول رسولكم صلى الله عليه وسلم: "وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه"، فمن أراد أن يحبَّه الله فليعمل بالفريضة أولا، ومن ثمَّ يتقرب إليه سبحانه بالنوافل، ومن أوائل الفروض في هذا الزمان التي تجعلنا ننال محبة الله العمل مع العاملين لإعزاز هذا الدين بإقامة خلافة المسلمين الثانية الراشدة على منهاج النبوة، التي تطبق الإسلام في الداخل وتحمله رسالة نور وهدى في الخارج.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة راشدة على منهاج النبوة، تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرِ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم